في مهرجان خطابي عن القضية الفلسطينية بمدينة تطوان، حذر نشطاء عرب مما اعتبروه مخططا صهيونيا يستهدف تقسيم الدول المغاربية إلى دويلات، باستخدام عوامل طائفية ولغوية عرقية. مهرجان "فلسطين تجمعنا"، الذي احتضنته كلية الآداب بتطوان اليوم الأربعاء، دعا فيه ممثلو منظمات شبابية وطلابية من تركياوفلسطين وبريطانيا والجزائر وتونس، إضافة للمغرب، إلى تجريم التطبيع بشكل قانوني في البلاد العربية، كاشفين عن ما وصفوها بحقائق حول الاختراق الصهيوني بالمنطقة. أحمد ويحمان، عن المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، كشف عن وجود ما سماه "مشروع تخريبي صهيوني" لتقسيم المنطقة المغاربية إلى دويلات (القبايل والريف والطوارق ...)، محذرا من اختراق الصهاينة لبعض هيئات المجتمع المدني في الدول المغاربية. المتحدث، أكد أن مرصده قدم مقترح قانون لتجريم التطبيع، تبنته 4 تكتلات أساسية دون أي تعديلات (2 من المعارضة و2 من الأغلبية)، مستغربا عدم إدراجه للنقاش والمصاقة من طرف رئيسي غرفتي البرلمان. عبد الصمد بلكبير، عن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، قال إن المشروع الصهيوني التجزيئي للبلاد العربية يستهدف الهوية والوحدة، محذرا من أن المخطط يستهدف الأمة كلها، والشعب الفلسطيني لن يستطيع وحده تحرير الأراضي الفلسطينية. المتحدث دعا، في المهرجان الذي تنظمه منظمة التجديد الطلابي ضمن منتداها الوطني 18 للحوار والإيداع الطلابي، إلى مقاومة كل أشكال الاختراق الصهيوني، معتبرا المقاومة الفلسطينية أشرف ما يوجد في العالم، وفق تعبيره. هيثم التميمي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة والأمين العام للاتحاد الطلابي المغاربي، اعتبر في كلمته بالمهرجان، أن تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني هو أيضا تجريم للاستبداد والفساد في المنطقة، مشددا على ضرورة إحياء الذاكرة ومواجهة محاولة استهدافها، وتابع قائلا "مفتاح حل القضية الفلسطينية هو حفظ الذاكرة". وعلى أنغام "لن نعترف بإسرائيل" وباقي أغاني المقاومة الفلسطينية، التي رددها طلاب "التجديد الطلابي" بالمنتدى، أبدى الناشط الفلسطيني بلال محمد سلامة، من المنتدى الأكاديمي الفلسطيني ببريطانيا، إعجابه بمدى حضور القضية الفلسطينية بالمغرب، لافتا إلى أن الشعوب العربية تناصر فلسطين رغم كل الانشغالات والمشاكل الداخلية. بلال سلامة، حكى كيف استقبله شرطي بمدينة تطوان بحرارة، بعدما علم أنه فلسطيني، قائلا في هذا الصدد "الدعم والمحبة التي نراها في المغرب تزيد من إحساسنا بالوحدة والمزيد من الصمود والمقاومة في واجهة الاحتلال". ومن تركيا، قال عبد الله أسامة من المنتدى الشبابي الدولي باسطنبول، إن الأتراك يعتبرون فلسطين هي رمز الأمة، لافتا إلى أن الأطفال في تركيا ينشؤون على حب ودعم القضية الفلسطينية منذ الصغر. وأضاف المتحدث في المهرجان ذاته، أن آلام تركيا ازدادت مع ما تعشيه سوريا ومصر واليمن، مشيدا في الوقت ذاته بمبادرات الشباب العربي التي تحيي الأمل في التحرير، على حد قوله. ممثل الاتحاد الطلابي الحر بالجزائر، استنكر الداعين إلى ترك فلسطين للفلسطينيين وحدهم، معتبرا في كلمته، أن الأمازيغ المغاربيين ضحوا بأنفسهم من أجل القدس مع صلاح الدين وفي حروب 1948 و1967. بلال كركيش، المنسق الوطني للمبادرة الطلابية المغربية ضد التطبيع والعدوان، جدد دعوة هيئته إلى جعل تجريم التطبيع قانون يصادق عليه في البرلمان في أقرب وقت، محذرا من الاختراق الصهيوني الذي يطال المجال السياسي والاجتماعي والثقافي، المتحدث، أكد أن قضية فلسطين حاضرة بقوة في الأنشطة المعرفية والثقافية لطلاب المغرب، مضيفا "من العيب والعار على أمة قادها عبد الكريم الخطابي أن تطبع اليوم مع كيان دنس أوقافنا وهدم حارتنا في القدس". هذا، وعرف المهرجان الخطابي، فقرات فكاهية مع الفنان المغربي مسرور المراكشي، ومقاطع إنشادية وشعرية ووثائقية للمشاركين، كما شارك في المهرجان، محمد أمين، الكاتب الخاص للمقاوم عبد الكريم الخطابي.