في قطاع التعليم، على عقليات الإصلاح أن تغير من نمط تفكير الإصلاح.. فلا يعقل أن يستمر الإصلاح بتغيير او تحيين البرامج والمقررات والمضامين وفقط! الإصلاح عليه أن يتخلص من عقدة اجترار المعلومات التي أمست بحكم التطور الذي يشهده العالم في ميدان المعرفة متوفرة، خصوصا في مجال العلوم الإنسانية، فالإصلاح هو أن تتجه مناهج التربية والتكوين صوب تشجيع البحث عن المعرفة التي أضحت متوفرة، وذلك بهدف استثمارها والعمل بالأفيد منها، وتكوين عصارة مبتكرة عنوانها أنا ثم أنا صاحب الفكرة، مع الدفع بالأفكار للتدافع بهدف التغيير نحو الأحسن والأجود دون إقصاء أو احتقار! أما في السنوات الأولى من التدريس، فتعلم الكتابة والقراءة والحساب أولوية قصوى..فلا يمكن تحقيق ذلك في ظل تكدس المحفظة الثقيلة بكتب ودفاتر قاهرة للطفولة البريئة جسديا وذهنيا ووجدانيا..الإصلاح يحتاج للإنصات والإصغاء للجميع.. فالإصلاح يرغب في بلورة أفكار متنوعة غير المحصورة في الانتقاء او الاقتصار فقط في طابع الرسميات، من قبيل الدراسات والشهادات..الإصلاح يحتاج للتجارب والغيرة الوطنية والسماع للجميع..فالبلاد ليست عقيمة، وتحتاج للسماع للجميع ما دام الكل يدفع الضرائب لكي يستفيد منها الجميع! هذا من جهة، ومم ابعد اخرى فقضية إصلاح قطاع التعليم، التي أسهبت الكثير من الأقلام في الحديث عنها ، لا تقتصر أبدا على كثرة التشخيصات وتخمة القرارات، في ظل غياب شيئين أساسيين وهما الرغبة والحافزية! فرغبة التلميذة او التلميذ في الدراسة، هي مربط الفرس كما يرى جل المهتمين بحقل التربية. الرغبة في حب المادة المدرسة ومدرسها أو مدرسته، زد على ذلك الرغبة في تلقي مختلف الكفايات والقدرات المرتبطة بالمواد الدراسية! مع القدرة على الفصل بين المشاكل، والوضعيات المادية والاجتماعية لظروف التلميذ عن المدرسة واهدافها!! فهكذا ننظر للإصلاح في جوهره المتعلق بالتشخيص الموضوعي للعطب، حيث نؤكد قناعة على الدفع بالحافزية للتعلم عند المتمدرسين، في عالم التربية، صوب تخصيص غلاف مالي سنوي، يقدم كمنح تخفيزية لكل من حصل على المراتب الأربعة او الخمسة الأولى في كل فصل دراسي، وفي جميع المستويات، بهدف التشجيع على التنافس والتدافع صوب حب شغب البحث وكسب الكفايات المطلوبة في كل مستوى دراسي..فالتخفيز هو سر نجاح المنظومات التربوية في كل أنظمة العالم..فبدون تحفيز ستبقى النتائج تتدحرج في دوامة اسمها التواضع أو التعادل كأقصى تقدير!!! للتذكير، فالتحفيز عليه أن يشمل الجميع كذلك من مدرس ومتمدرس والأسر!! وهناك المكثير مما قدمنا بخصوص الزمن واستقلالية المؤسسات التعليمية في ظل دفتر تحملات واضح، يراعي جميع الإكراهات، لهدف لغاية واحدة، غاية الخروج من نفق دورية ودوامة الإصلاحات. ارجوكم الوقع ينطق فلا مجال لتغطية أشعة الشمس بالغربال!!