بعد الفتور الديبلوماسي الذي عرفته العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس، بادر رئيس الجمهورية الفرنسية مانويل ماكرون بالاتصال بالملك محمد السادس، وفق ما كشف عنه موقع "أفريكا إنتيليجنس". وقال المصدر ذاته أن العاهل المغربي والرئيس ماكرون أجريا محادثة هاتفية، الثلاثاء الماضي، وتطرقا خلاله إلى "سوء التفاهم الحاصل خلال الأسابيع المنصرمة". كما تطرق الجانبان خلال المكالمة الهاتفية التي استمرت 30 دقيقة إلى موضوع سفارتي البلدين اللتين بقيتا بدون سفير منذ شهر أكتوبر المنصرم". وقال المصدر نفسه إن ماكرون أعرب للملك محمد السادس عن رغبته في القيام بزيارة رسمية للمغرب، مضيفا أن الملك تفاعل مع ذلك بشكل إيجابي وعبر عن ترحيبه بالرئيس الفرنسي واستعداده لاستقباله. ولم يتفق الطرفان على موعد محدد لهذه الزيارة، إلا أن المصدر ذاته لم يستبعد أن تتم قبل نهاية عام 2022 أو في بداية عام 2023. يشار إلى أنه لم يصدر أي بلاغ عن أي جهة رسمية في البلدين بخصوص هذه المكالمة الهاتفية. جدير بالذكر أن العلاقات المغربية الفرنسية تمر منذ أزيد من سنتين من مرحلة برود كبير، تفاقم ذلك باتهام المملكة باستخدام برنامج "بيغاسوس" للتجسس على هواتف شخصيات فرنسية بارزة في مقدمتها الرئيس إيمانويل ماكرون، زد على ذلك إقدام فرنسا على خفض التأشيرات الممنوحة للمغاربة، وزيارة ماكرون للجزائر. ومن مؤشرات الجمود في العلاقات بين البلدين توقف الزيارات الدبلوماسية المتبادلة بين بينهما منذ شهور، حيث تعود آخر زيارة لمسؤول فرنسي للمغرب إلى نونبر 2021 ويتعلق الأمر بالوزير المنتدب المكلف بشؤون التجارة الخارجية "فرانك رياستر". وكان الملك محمد السادس قد شدد، خلال خطاب بمناسبة ثورة الملك والشعب، على أن ملف الصحراء المغربية هو النظارة التي ينظر منها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس صدق الصداقات ونجاعة الشراكات. ودعا الملك شركاء المملكة التقليديين، إلى توضيح موقفهم من قضية الصحراء المغربية بشكل لا يقبل التأويل، معبرا عن شكره لمختلف الدول التي دعمت مغربية الصحراء وساندت مقترح الحكم الذاتي، والتي فتحت قنصليات بالأقاليم الصحراوية، مشيدا بالموقفين الأمريكي والإسباني.