خرج منير ليموري، عمدة مدينة طنجة ورئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، عن صمته حُيال الجدل الذي أثارته زيارته الرسمية إلى إسرائيل دون أن يعلن عنها في البداية، قبل أن يصدر بلاغا رسميا يكشف فيه تفاصيل زيارته، بعد مرور أزيد من أسبوع على الزيارة. يأتي ذلك بعدما نددت فعاليات سياسية ومدنية بطنجة، بإقدام ليموري على السفر إلى إسرائيل بصفته رئيسا للجمعية المغربية لرؤساء الجماعات، وزيارته لمدينتي القدس وتل أبيب. وبحسب مصادر تحدثت إليها جريدة "العمق"، فإن ليموري قرر السفر إلى إسرائيل دون الإعلان عنها، غير أن إحدى الصحفات الفيسبوكية الداعمة للتطبيع بين إسرائيل والمغرب، كشفت تفاصيل زيارته التي التقى خلالها مسؤولين سياسيين إسرائليين. وفي هذا الصدد، أفاد بلاغ للجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، اليوم الجمعة، بأن منير ليموري أجرى مباحثات مع رئيس الفيدرالية الإسرائيلية للبلديات، وعدد من المنتخبين المحليين بها. وبحسب البلاغ الذي توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، فإن رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، قام بزيارة عمل لإسرائيل خلال الفترة ما بين 12 و15 يوليوز 2022، وذلك بدعوة من حاييم بيباس، رئيس الفيدرالية الإسرائيلية للبلديات. وخلال هذه الزيارة، يقول البلاغ، "أجرى المسؤولان مباحثات همت، على الخصوص، بحث سبل التعاون بين الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات والفيدرالية الإسرائيلية للبلديات". وتشمل سبل التعاون ما يتعلق بقضايا التنمية المستدامة والتدبير المحلي، والحكامة الترابية، والتنسيق والتواصل، وخلق آلية وفضاء للحوار والتشاور بين المؤسستين، في شأن مختلف قضايا التدبير المحلي، إضافة لتبادل الزيارات والتجارب والخبرات. ووفق ذات البلاغ، فقد وجه "حاييم بيباس" الدعوة لوفد من الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، قصد المشاركة في المعرض الدولي "MUNI EXPO 2022" المقرر تنظيمه بإسرائيل شهر دجنبر المقبل، والذي يعد من بين أهم المعارض الدولية في مجال المدن الذكية. وأوضح المصدر ذاته، أنه تم الاتفاق أيضا على تنظيم زيارة مماثلة لوفد عن الفيدرالية الإسرائيلية للبلديات إلى المملكة المغربية. وعقب هذه المباحثات، كشف البلاغ بأن ليموري زار مركز إدارة الأعمال الجديدة "the new business district" بتل أبيب، الذي يتولى الإشراف على إعداد المخططات الاستراتيجية للمدن الذكية، على المديين المتوسط والطويل، ويصنف ضمن أفضل المراكز على الصعيد العالمي. كما زار رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، مركز الابتكار في مجال تدبير الخدمات البلدية، حيث قدمت له شروحات، اطلع من خلالها على تدبير المرافق والخدمات الجماعية، من قبيل نظافة المدن والإنارة العمومية وتنظيم السير والجولان داخل المدن، والنقل المدرسي، والحفاظ على البيئة وغيرها. وفي ختام زيارة العمل، يضيف البلاغ، "توجه منير ليموري إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى، وذلك بمعية وإشراف من رئيس فرع وكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس. وأشار البلاغ إلى أن عمدة طنجة اطلع، خلال زيارته إلى القدس، على "المجهودات الميدانية التي تقوم بها الوكالة في الحفاظ على التراث الديني والحضاري، وتعزيز صمود أهل المدينة المقدسة". وكان حزب الإشتراكي الموحد قد اعتبر في بلاغ له، توصلت "العمق" بنسخة منه، أن زيارة ليموري التي التقى خلالها بعمدة مستوطنة "ريشون ليتسيون" المقامة على أراضي قرية عيون قارة الفلسطينية والمحتلة سنة 1948، "خطوة خطيرة وغير مسبوقة تمثلُ نهجاً سلكه عمدة المدينة في انفصام وتنافر مع الواقع الشعبي والجماهيري الرافض للتطبيع". وقرر عضوا مجلس جماعة طنجة عن الحزب الاشتراكي الموحد، حسب ذات البلاغ، تعليق كل تواصل مباشر مع رئيس مجلس جماعة طنجة، مع دعوتهما عموم القوى الحية والديمقراطية الرافضة للتطبيع، وعلى رأسها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ورفض التطبيع، إلى "إعلان خطوات عملية وميدانية لمواجهة هذه الخطوات التطبيعية المستنكرة".