قال باحثون صينيون، إنهم نجحوا بالتعاون مع باحثين أمريكيين، في تطوير تقنية جديدة لعلاج مرض إعتام عدسة العين لدى الأطفال، عبر الخلايا الجذعية للعين، ما يحد من أعداد المصابين بالعمى الناتج عن هذا المرض. وأوضح الباحثون بجامعتي "صن يات" و"صن وسيتشوان" الصينيتين، بالتعاون مع باحثين من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن التقنية تعتبر أحد أهم إنجازات الطب التجديدي، ونشروا نتائج بحثهم اليوم الخميس في دورية "نيتشر" العلمية. الباحثون أضافوا أن مرض إعتام العدسة، هو تغيّم منطقة عدسة العين، ويتم علاجه في الحالات الطبيعية عن طريق زرع عدسات لاستعادة البصر، لكن التقنية الجديدة استطاعت تنشيط عدسة العين، عبر الخلايا الجذعية الظاهرية في العين لنمو العدسة من جديد. وقال فريق البحث إن طرق العلاج التقليدية تستخدم الموجات فوق الصوتية لترقيق العدسة ثم إخراجها، ويتعين بعد ذلك زرع عدسة اصطناعية مرة أخرى داخل العين، لكن ذلك يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خاصة لدى الأطفال. وأزالت التقنية الجديدة التي طورها العلماء، الجزء المعتم من داخل العدسة عبر فتحة صغيرة جدًا، ويأمل العلماء في أن الحفاظ على الخلايا الجذعية من شأنه أن يؤدي إلى تجديد عدسة العين. وأشار فريق البحث إلى أنهم جربوا تقنيتهم الجديدة أولا على الفئران والقرود وبعد أن أثبتت نجاحها، جربوها على 12 طفلا في الصين. وخضع الأطفال للعمليات في الصين، وبفضل التقنية، تجددت عدسات العين لديهم بشكل كامل، ويواصلون الآن حياتهم بصورة جيدة ويرون جيدا، بحسب فريق البحث. وأجريت العملية على الأطفال لأن خلايا أعينهم الظاهرية، أكثر نضارة وأكثر قدرة على التجدد منها في المرضى من كبار السن. وقال قائد فريق البحث الدكتور كانغ تشانغ، أستاذ طب وجراحة العيون في جامعة كاليفورنيا: "نحن نعتقد أن التقنية الجديدة سوف تؤدي إلى نقلة نوعية في علاج إعتام عدسة العين، وقد تُقدم للمرضى خيار أكثر أمانا في المستقبل". وأضاف تشانغ أن هناك حاجة إلى المزيد من التجارب قبل أن تصبح التقنية علاجا قياسيا للمرضى. ووفقا لفريق البحث، فإن إعتام عدسة العين المرتبط بالعمر، هو السبب الرئيسي للعمى في جميع أنحاء العالم، فهو مسؤول عن نصف حالات فقدان البصر، خاصة لدى كبار السن، ويقدّر عدد المصابين بفقدان البصر بسبب إعتام عدسة العين بنحو مليوني شخص، وتزداد الإصابة بإعتام العدسة مع تقدم السن، على الرغم من أن بعض الأطفال يولدون بها.