تصوير ومونتاج: رشيدة أبومليك تظاهر نشطاء مغاربة أمام مبنى السفارة الفلسطينية بالرباط، مساء اليوم الأربعاء، تنديدا بعملية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي على مستوى الرأس، خلال تغطيتها لاقتحام مخيم جنين بالضفة الغربية، صباح اليوم. ورفع المتظاهرون صور الصحفية الراحلة شيرين أبو عاقلة والأعلام الفلسطينية، واصفين اغتيالها بالجريمة الإرهابية التي تستوجب محاكمة دولية للجناة، محذرين من أن هذه الجريمة قد تكون بداية لاستهدافات أخرى تطال الصحافيين بفلسطين لمنعهم من توثيق جرائم الاحتلال. وردد المحتجون هتافات غاضبة من قبيل: "تحية خالدة.. لشيرين الشهيدة"، "شيرين الشهيدة.. فلسطين الصامدة"، "إدانة مغربية.. للجريمة الصهيونية"، "أبو عاقلة يا شيرين.. يا عنوان فلسطين"، "إدانة شعبية.. للجريمة الصهيونية"، "فلسطين أمانة.. والتطبيع خيانة". ودعت إلى الوقفة مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، تنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني، وبجريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة، كما قررت الهيئتان تنظيم وقفة احتجاجية أخرى أمام مفوضية الأممالمتحدة بالرباط، غدا الخميس. وشاركت في الوقفة شخصيات سياسية وحقوقية وإعلامية ومواطنون متضامنون، من ضمنهم، أعضاء مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، بقيادة منسقها الوطني عبد القادر العلمي، ورئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبد الله البقالي، رفقة أعضاء بالمكتب التنفيذي للنقابة. كما شارك منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، الطيب مضماض، وأحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، وعبد الرحيم شيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، والنقيب السابق عبد الرحمن بنعمرو، والمحامي خالد السفياني، وعبد الإله بنعبد السلام منسق الائتلاف المغربي للهيئات الحقوقية. يأتي ذلك بعدما قدمت الشخصيات المذكورة، التعازي للسفير الفلسطيني بالرباط، جمال الشوبكي، في وفاة الصحفية شيرين أبو عاقلة، أثناء زيارة إلى مقر سفارة دولة فلسطين، منددين بهذه الجريمة التي اعتبروها استهدافا متعمدا للصحفية الراحلة. كما كشف السفير الفلسطيني بالرباط، جمال الشوبكي، أن السفارة تلقت تعزيات من وفود مغربية تضم برلمانيين وحقوقيين وإعلاميين، منذ الصباح، سواء عبر الاتصال أو إرسال برقيات أو زيارة السفارة، مقدما شكره للشعب المغربي على تضامنه مع الشعب الفلسطيني في هذه المأساة. واعتبر سفير دولة فلسطين في تصريح للصحافية، أن اغتيال الإعلامية شيرين أبو عاقلة "جريمة بشعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي عن سابق إصرار"، لافتا إلى أن "اغتيالها ليس عادياً بل محاولة لمنع وصول حقيقة ما يجري في فلسطين إلى العالم". وأضاف المسؤول الديبلوماسي الفلسطيني أنه لو قُتلت شيرين أبو عاقلة في أوكرانيا لانتفض العالم وفرض عقوبات على إسرائيل، مستدركا بالقول: "لكن للأسف إسرائيل ترى نفسها فوق القانون الدولي". وأثار اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، حالة غضب وحزن عارمين لدى الشعب الفلسطيني وفي الأوساط الصحافية والهيئات الحقوقية الدولية، وسط استنكار رسمي من قبل دول عربية وإسلامية وغربية، فيما طالبت الرئاسة الفلسطينية بفتح تحقيق دولي في الاغتيال تحت إشراف محكمة الجنايات الدولية. وولدت وشيرين أبو عاقلة، يوم 3 يناير عام 1971 بالعاصمة الفلسطينيةالقدس، حيث نشأت وترعرت وسط عائلة مسيحية الأصل من بيت لحم، ودرست الثانوية هناك، قبل أن تلتحق بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن لدراسة الهندسة المعمارية، لتنتقل بعدها إلى تخصص الصحافة في جامعة اليرموك الأردنية. وبعد تخرجها، عادت شيرين إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة "الأونروا"، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة "مونت كارلو"، وكانت دائمًا في الميدان لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة. ففوي عام 1997، انتقلت للعمل مع قناة الجزيرة، بعد عام واحد من انطلاقها، فكانت من الفوج الأول من المراسلين الميدانيين للقناة، واستمرت في عملها معها لما يقارب 25 عامًا، حتى اغتيالها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، أثناء تغطيتها الميدانية لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين.