عقدت لجنة القيادة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، اجتماعا لها بالرباط، اليوم الثلاثاء، والذي يصادف حلول منتصف مرحلتها الثالثة، والتي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس في شتنبر 2018، حيث عرف الاجتماع حضور 10 وزراء. وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية، أن أعضاء لجنة القيادة ناقشوا، خلال هذا الاجتماع، وضعية تقدم تنزيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما تم تدارس المقترحات الجديدة الهادفة إلى تعزيز الالتقائية بين مختلف المتدخلين. وتضمن جدول أعمال هذا الاجتماع ثلاث نقاط أساسية تشمل حصيلة منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ بداية المرحلة الثالثة، والتموقع الاستراتيجي الجديد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والأولويات المحددة للفترة الأخيرة من هذه المرحلة. وبحسب الداخلية، فقد أكدت حصيلة المنجزات المتعلقة بالسنوات الثلاث الأخيرة، أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قد أحدثت دينامية جديدة للتنمية البشرية بالمملكة، ومكنت من تحصين مكتسبات المرحلتين السابقتين. وحضر الاجتماع كل من وزير الداخلية ووزيرة الاقتصاد والمالية ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزير الصحة والحماية الاجتماعية ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات. كما شاركت في الاجتماع وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزير الشباب والثقافة والتواصل ووزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وكذا رؤساء جمعيات رؤساء مجالس الجماعات الترابية والكاتب العام للمرصد الوطني للتنمية البشرية. وقال البلاغ إن تقييم البرامج الجديدة التي أتت بها المرحلة الثالثة والمتعلقة بالإدماج الاقتصادي للشباب (البرنامج الثالث) وبالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة (البرنامج الرابع)، مكنت من الوقوف على التقدم الكبير المسجل على مستوى هذين الهدفين الهامين. ففي إطار البرنامج الثالث، يتابع البلاغ، قامت المبادرة الوطنية بإحداث 99 منصة للشباب على مستوى كافة جهات المملكة، بهدف استقبال الشباب والانصات لانشغالاتهم، وتقديم خدمات التوجيه للباحثين عن العمل وحاملي المشاريع لتحسين الدخل وتحقيق الإدماج الاقتصادي لفائدتهم، مسجلا أن هذه المنصات استقبلت ما يزيد عن 100 ألف شاب. وبخصوص البرنامج الرابع، أشار البلاغ إلى أنه تم قطع أشواط كبيرة في ما يتعلق بتعميم تعليم أولي ذي جودة بالمناطق القروية، حيث كان للشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية للبشرية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وقع كبير في الرفع من نسبة تمدرس الأطفال. وهكذا، مرت نسبة تمدرس الأطفال من %47 في سنة 2018 إلى %73 في سنة 2021، وبشكل أكثر فعالية في العالم القروي الذي تستهدفه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إذ مرت هذه النسبة من 33 في المائة إلى 62 في المائة لفائدة أزيد من 137.000 طفل منذ إطلاق المرحلة الثالثة. وفي ما يخص منظومة الصحة الجماعاتية التي تم إحداثها لتسهيل ولوج الساكنة المعوزة إلى الخدمات الصحية والحد من الوفيات في صفوف الرضع والأمهات، وكذا محاربة سوء التغذية والتأخر في النمو، فإن تفعيلها يعرف تقدما ملموسا خاصة بتفعيل هذه المنظومة بثلاث جهات ذات أولوية، وذلك على الرغم من التأثيرات السلبية لجائحة كورونا. ومنذ إطلاقها سنة 2005 من طرف الملك محمد السادس، يضيف المصدر ذاته، ما فتئت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تثبت فعاليتها في مجال التنمية البشرية بالمملكة. وأضاف" "باعتبارها ورشا ملكيا رائدا، تتخذ المبادرة تموقعا خاصا بين المؤسساتي والمجتمعي، الأمر الذي يمكنها من نهج سياسة للقرب تهدف بدعم الساكنة المعوزة وإلى رفع التحديات الكبرى للتنمية البشرية بغية تهييء الأجيال المستقبلية للاضطلاع بدورها في المجتمع. وعلى المستوى الميداني، تضطلع المبادرة بدور المحفز للمشاريع المبتكرة وكذا بدور المعبئ لمنظومة التنمية البشرية". وخلص البلاغ إلى أنه "سيرا على هذا النهج، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعمل جاهدة لتوفير كافة الظروف الملائمة من أجل تحقيق "التقائية قوية" بين مختلف المتدخلين، حيث صادقت لجنة القيادة في هذا الإطار، على مقترحات إحداث خمس لجان موضوعاتية تضم القطاعات الوزارية والهيئات المعنية، وذلك بغية التركيز على الأهداف المتعلقة بالمجالات ذات الأهمية القصوى كالطفولة المبكرة والتغذية ودعم التمدرس ومحاربة الهشاشة والإدماج الاقتصادي".