تنعقد، اليوم الخميس بالصخيرات، المناظرة الوطنية للتنمية البشرية، فيما عقدت لجنة قيادة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، برسم المرحلة الثالثة من المبادرة (2019-2023)، أول اجتماع لها، أمس الأربعاء، برئاسة الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية نور الدين بوطيب. وقال الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، محمد دردوري، في تصريح للصحافة بالمناسبة، إنه تم خلال هذا الاجتماع بحث عدد من النقط التي همت على الخصوص تدارس حصيلة السنة الأولى من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطى الملك محمد السادس انطلاقتها يوم 19 شتنبر 2018. وأضاف دردوري أن اجتماع اللجنة، الذي حضره عدد من الوزراء وممثلي القطاعات الوزارية المعنية ببرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تدارس أيضا السبل الناجعة لتمويل برامج المرحلة الثالثة من المبادرة، والتأكد من التقائية برامجها، وتطبيق مخططات العمل المستقبلية الخاصة بها. وأشار إلى أن هذا الاجتماع ينعقد عشية النسخة الأولى ل"المناظرة الوطنية للتنمية البشرية"، التي تنظمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار "تنمية الطفولة المبكرة، التزام من أجل المستقبل"، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. من جهته، أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، في تصريح مماثل، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد "شريكا أساسيا" في تطوير برنامج تعميم وتطوير التعليم الأولي وتعزيزه ولاسيما بالوسط القروي. وقال أمزازي إن هذا البرنامج الذي أطلقته الوزارة خلال السنة الماضية تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية المتعلقة بإيلاء عناية خاصة للطفولة المبكرة، يعد "برنامجا طموحا" يروم بناء 10 آلاف وحدة وإعادة تأهيل 5 آلاف وحدة بمعية عدد من الشركاء ذوي التجربة. كما يهم "تكوين المربيات وخلق إطار يضمن استقرارا مهنيا لهن حتى نتمكن من بلوغ هدف التعميم بمعية الشركاء في أفق سنة 2027". وذكر الوزير، في هذا الصدد، بالحصيلة المرحلية "الإيجابية جدا" للبرنامج، حيث "تم تجاوز الأهداف المسطرة في إطاره برسم السنة الدراسية 2018-2019، والمتمثل في تمدرس 100 ألف طفل إضافي"، مبرزا أن المعدل الوطني للأطفال الذين التحقوا بالتعليم الأولي فاق 55 في المائة برسم هذه السنة الدراسية. وبدوره، قال وزير الصحة، أنس الدكالي، في تصريح مماثل، إن المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تركز على تنمية الرأسمال البشري، ولاسيما من خلال برنامج دعم التنمية البشرية للأجيال الصاعدة بدءا من المرحلة الجنينية إلى السنوات الأولى للطفولة مرورا بتتبع الحمل والتغذية والتلقيح. وأشار الدكالي إلى أن مساهمة وزارة الصحة في هذا الإطار، تتمثل أساسا في دعم برامج الوزارة المرتبطة بصحة الأم والطفل والتغذية، وكذا بدعم الصحة الجماعاتية من خلال تقوية قدرات جمعيات المجتمع المدني، وإعطاء دفعة جديدة لدور الأمومة والتركيز على التقليص من معدلات قصور النمو لدى الأطفال بما ينعكس إيجابيا على تمدرسهم واندماجهم في المجتمع. يشار إلى أن لجنة قيادة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد إحدى هيئات حكامة المبادرة. وتتمثل مهام اللجنة التي يرأسها وزير الداخلية، في الاستشراف واقتراح التوجهات الاستراتيجية، وضمان التقائية السياسات العمومية المتعلقة بالتنمية البشرية، والتتبع والتقييم العام والتأطير المالي، والتعاون الدولي. وتهدف المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تتطلب تعبئة استثمارات تقدر ب18 مليار درهم، إلى تحصين مكتسبات المرحلتين السابقتين، من خلال إعادة تركيز برامج المبادرة على النهوض بالرأسمال البشري، والعناية بالأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية هشاشة، وذلك اعتمادا على منهجية مبنية على حكامة خلاقة ومبدعة ترمي إلى تحقيق مزيد من الانسجام والفعالية. الدار/ وم ع