لا ينبغي معالجة ظاهرة الشغب ومخلفاته وكل ذلك العنف و التخريب بشكل سطحي وطي الملف قضائيا ، العدل ان يتم الوقوف عند مظاهر الفشل و التقصير و الاهمال و التخاذل و التهاون من جانب العديد من المؤسسات ، اعداد بالالاف تغادر المدرسة ، كميات كبيرة من حبوب الهلوسة هدمت الكثير من الشباب و القاصرين و خلفت مآسي وبصور بشعة، السجون ممتلئة بالشباب و بالاحداث ، العديد من البرامج و السياسات معطوبة وبها ثقوب بالجملة ولم تحقق الأثر المنشود منها ، العديد من الأحزاب تخلت عن وظيفة التاطير و اهتمت فقط ان تكون وظيفتها في الغالب مرتبطة بموسم الحملات الانتخابية ويتم فيها استغلال الشباب بالجملة مقابل دفع الثمن خدمة ايام الحملة، وليس بهدف الاقتناع بوظيفة ودور الحزب ، العديد من المبادرات معطلة ، هل هناك إرادة حقيقية لتصور مجتمعي لاجل الشباب طاقات تضيع بالجملة ، علينا جميعا ان نقف لنحاسب انفسنا كل من موقعه مؤسسات و واحزاب و نقابات و أندية و جمعيات المجتمع المدني و اعلام و أسر و مثقفين … كل هذه الأزمة التي تخترق المجتمع و مظاهرها يتم تصريفها بشكل سطحي و التهرب من المعالجة الحقيقية ، الكل يحاول ان يتعامل مع ملف الشباب الحارق بمنطق المعالجة السطحية و بالمسكنات ، هل تعتقدون ان المقاربة الأمنية او القضائية كفيلة بايقاف هذا العنف الذي يسكن الشباب التائه، الغاضب داخليا و المحبط . ان تكون أصناف بشرية تنبعث منها مظاهر العنف و تلك الشراسة التي تظهر على فصيلة كلاب البتبول يطرح اسئلة كثيرة تحتاج من المؤسسات الجواب عنها بالاشتغال على جوهر الأسرة عن اسباب كل ذلك العنف ، أرقام مفزعة حول أزمة الشباب و القاصرين صادرة عن مؤسسات دستورية و تحذيرات المجتمع المدني ، لكن التعامل معها لم يكن بحجم الجدية المطلوبة و الارادة الجماعية لتحويل تلك الطاقة السلبية لتكون طاقة إيجابية ، توليد الطاقة الكهربائية يكون بطرق متعددة من اجل ان يكون لها دور على حياة المجتمع وفي تحريك الاقتصاد و الصناعة و تعدد خدماتها بالرغم من الخطر الذي تشكله في حالة الاقتراب منها بالشكل الخطأ فإن وقعها الإيجابي كبير ، كذلك الشباب هم طاقة المجتمع وينبغي توليد تلك الطاقة الكبيرة و الهائلة ليكون لها عائد على الفرد و المجتمع وعلى الوطن . كل اهمال من طرف المؤسسات و ادوار كل الفاعلين له تكلفة . و تحميل المسؤولية فقط للعناصر التي كان مسؤولة عن التخريب ينبغي ايضا ان تكون فيه المساءلة لجميع المؤسسات و البرامج التي كانت لها مسؤولية في انتاج كل ذلك الهدم الداخلي الذي ينتج التخريب . على الجميع ان يتحمل المسؤولية ولا ينبغي التفاعل مع هذا الحدث بأنكم غير معنيين وان فقط على المشتبه فيهم و امهاتهم عليهم ان يتحملوا مسؤولية الأفعال الإجرامية . * عبد الواحد زيات باحث في قضايا الشباب