ساعات بعد تصريح لقجع، زياش والزلزولي يرفضان بجبهة قاسحة لا تمرك العودة للمنتخب الوطني وحمل القميص الوطني كما لو انهم دعوا ليحضروا جنازة او ليساعدوا في تنظيف شارع ولم يعلموا ان حمل القميص الوطني هو شرف وواجب مقدس يتجاوز الخلافات الشخصية مع اي كان خاصة اذا كان من نوع الناخب الوطني الاجنبي. هذا تصرف ارعن من قبل المعنيين فهو يخيب امال المغاربة الذين لاموا بل وتهجموا على خليليوزوفيتش لانه لم يدعوهم للمشاركة في المنتخب خلال امم افريقيا، ويعطي للناخب الحق في كل ماقاله من كون زياش شخص مشاغب وغير ملتزم كزملائه من اللاعبين الاخرين. هذه المشاكسات والترفع عن حمل قميص الوطن لا تحصل الا في حالة المغرب دون باقي الدول المنافسة اذ ان لاعبيهم يلبون النداء في حال دعوا ولا يعلم بحضورهم من الجمهور الا بحضور التداريب وحتى في حالة لم يتم دعوتهم تحت اي عنوان او سبب فهم لاينتقدون ولا يتعفرون ولا يسمع لهم حس بل لا يشوشون عل المنتخب من خلال التصريحات المستفزة من قبل تلك التي سمعناها من زياش او الزلزولي الاخر. لكن لا يسعنى ان نقول الا ان الادب عنوان وصفة بعيدة عن هذين اللاعبين وبالتالي فعدم حضورهم هو حسنة تحسب لهم لان من لا تختمره ولا يحركه الشعور المغربي وروح الدفاع عن سمعة الوطن ورفع رايته عالية فهو بالتأكيد سيحضر على الملعب فارغ من روح المنافسة والقتال التي تلزم مثل هذه المباريات كتلك التي سيخوضها المغرب ضد الكونغو الديمقراطية الاسبوع المقبل وهي مقابلة مصيرية سترفع اسم المغرب عاليا ان استطاع المرور لكاس العالم بقطر وسترجعه درجات كثيرة الى الوراء في التصنيف العالمي للمنتخبات. على العموم حضروا او لم يحضروا فهم مثل اللفت في الكسكس لا يستطعمه الا صاحبة البيت وغيابه عن الاكل لا يثير اهتمام احد ولا يسأل عنه احد، فطبق المنتخب مليء بالكفاءات والابطال من طينة العالمي حكيمي الغيور والمقاتل وبوفال الرائع النصيري والحارس العملاق بوانو وغيرهم من الابطال سواء من البطولة الوطنية او من المحترفين. حالة اللاعبين المشاكسين تعيد الى العلن حالات التمرد التي عرفتها الكرة الوطنية كان اخرها المخزى في شخصه وصورته والمنكفئ على علله عبد السلام وادو الذي بلغ به الخبث وقلة الترابي الى ان يرتمي في احضان الجزائر ليصبح او حالة ومثال للمرتزق الرياضي يعرفها المغرب بعد المرتزقة السياسيين وفرق كبير بينه وبين الزاكي الذي ذهب للجزائر عزيزا ورجع عزيزا بعد ان حقق انجازا كبيرا مع فريقه الجزائري. الكرة المغربية في حاجة ماسة الى موسم فلاحي لزرع الروح الوطنية والتربية على الشعور بشرف الدفاع عن الوطن والتضحية من اجله رغم كل المبررات والحجج حتى لو كانت سليمة من قبيل الظلم والتمييز والحكرة، فلا حجة تصلح مقابل تلبية الواجب الوطني. الان نلاحظ ان القميص الوطني بالنسبة للعديد من لاعبي المنتخب هو حمل ثوب أحمر أو اخضر والجري في الملعب لإحراز هدف او صد كرة او إفشال هجوم من الخصم وليس التضحية واستحضار الوطن والدفاع عن سمعته وتمثيله وتشريف للشعب الذي يضع في اللاعب ثقته وينتظر منه ان يعود بلقب او انجاز رياضي يباهي به الامم الاخرى ويفتخر به امامها ويذكر التاريخ ويخلد من فعلوه كما خلد من ربح كاس افريقيا في السبعينات و منتخب كاس العالم في مكسيكو وكما خلد خيري والظلمي والزاكي وغيرهم. لو كنت مسؤولا سياسيا او رياضيا لاتخذت اجراء تاديبيا في حق كل من يرفض اللعب للمنتخب ولاعتبرت ذلك هروبا من الواجب الوطني ولعاقبتهم كما يعاقب القانون من تخلى عن التجنيد او هرب من الخدمة العسكرية فالامر سيان والضرر واحد على سمعة الوطن وامنه، فيعد الحرب اوكرانيا لا حجة لمن يقول ان الكرة بعيدة عن السياسة فالغرب اكد ان الكرة تملؤ بهواء السياسة وترمي لتسجل اهدافا وتربح بها صراعات سياسية وتستعمل الرياضة كسلاح لمعاقبة الامم.