أحيت مدينة أكادير يوم أمس الإثنين، الذكرى الثانية والستون لفاجعة الزلزال الذي غير معالمها، واستحضرت جوانبا من ذاكرة جماعية وشمها زلزال 1960 في تاريخ مدينة الإنبعاث. وشهدت المراسيم الجماعية الخاصة بالترحم على أرواح ضحايا فاجعة زلزال أكادير، حضور رجال الديانات السماوية الثلاث بمقبرة احشاش، كتعبير عن أواصر التعايش والتسامح والتضامن التي عرفت بها عاصمة سوس منذ القدم. وإلى جانب المسلمين والمسيحيين، قامت الطائفة اليهودية التي حضرت المراسيم، بالصلاة (الهاش كافا)، على أرواح ضحايا الفاجعة التي راح ضحيتها آلاف المواطنين من مختلف الديانات السماوية. إريك بن عبو واحد من اليهود المغاربة الذين حضروا هذه المراسيم الجماعية، قال في تصريح خص به جريدة "العمق المغربي": "جئت اليوم لإحياء هذه الذكرى، لأن والدي فقد في تلك الفاجعة، جميع أفراد عائلته، بمن فيهم والديه وخمسة من إخوته". وأضاف بن عبو: "العشرات من اليهود المغاربة حجوا اليوم إلى مقبرة احشاش، برفقة أحد الحاخامات الذي قام بالصلاة أو ما نسميه ب"الهاش كافا"، على أرواح ضحايا الفاجعة، كما قمنا بالدعاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ولجميع أفراد العائلة الملكية". من جانبه قال ميكائيل سيكسو، في حديثه ل"العمق":"أتينا اليوم إلى منطقة تيلدي بإحشاش القديمة لزيارة المقبرة التي يرقد فيها ضحايا زلزال 1960، بمن فيهم المقبرة أفرادا من عائلتي وأقاربي وجيراننا". وتابع سيكسو قائلا: "زلزال ليلة 28 فبراير 1960، أودى بحياة حوالي 15 ألف شخص، من بينهم 4000 إلى 5000 يهودي مغربي، و ككل سنة نحج إلى هذا المكان لإحياء هذه الذكرى، بحضور ممثلي الديانات السماوية الثلاث". وزاد ميكائيل سيكسو: "آتي إلى هنا دائما برفقة ابني وجميع أفراد عائلتي الصغيرة، كي يعرفوا القيمة التي تتمتع بها هذه البلاد، ولمعرفة تاريخ مدينة أكادير الذي يكتسي أهمية كبيرة". ويشار إلى أن مراسيم هذا الاحتفاء، ترأسها وفد رسمي ضم، على الخصوص، والي جهة سوس- ماسة، عامل عمالة أكادير- إداوتنان، أحمد حجي، ورئيس المجلس الجماعي لأكادير، عزيز أخنوش، ورئيس مجلس جهة سوس- ماسة، كريم أشنكلي، وستتواصل بتنظيم عدد من الأنشطة الثقافية والرياضية، من بينها، تنظيم معرض للصور والفيديوهات التي تؤرخ لذكرى إعادة بناء المدينة.