الاتفاقية التي اشرف رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش الثلاثاء الماضي على حفل توقيعها بين وزارة العدل و المعهد الملكي للثقافة الامازيغية حدث سيكون له ما بعده في نجاح الحكومة الحالية. فهو ليس مجرد حفل توقيع إتفاقية تخص قطاعا وزاريا بل إعلان ولادة لحكامة جديدة للشأن الحكومي تقطع مع كل الأشكال السابقة. فالحضور الشخصي لرئيس الحكومة في هذا الحفل هو تأكيد لانخراطه الفعلي في متابعة و دعم برامج وزراءه و حرصه على ضمان المساندة الحكومية والسياسية لهم في مزاولة مسؤولياتهم الحكومية، على عكس معاناة الوزراء السابقين مع العمل في جزر حكومية معزولة و غياب القائد المسؤول. و من جهة أخرى فإن التوقيع على هذه الاتفاقية، التي تبقى المبادرة إليها من إختصاص وزير العدل، هو إنجاز يؤكد على حرص الاستاذ عبد اللطيف وهبي على الإطلاق السريع لورش تفعيل مضامين البرنامج الحكومي خصوصا في ما يخص قطاع العدل، و هو كذلك لقمة من حجر في فم من قاموا بمحاولة شاردة و خارج السياق للركوب على عدم فهمه لسؤال طرح على وزارته في البرلمان بإحدى لهجات الامازيغية لمجرد خلق "پوز " في إطار تنافس على القيادة داخل أحد الأحزاب. لا شك أن كل هذا تجسيد حقيقي و مادي لإنخراط حزب الاصالة و المعاصرة في شخص أمينه العام في إنجاز البرنامج الحكومي في آجاله الدستورية لإنجاح التجربة الحكومية الحالية. و إنطلاقا مما سبق فإنه من المؤكد بأن هذه الاتفاقية- كما غيرها من البرامج الحكومية- ستعرف طريقها الى الإنجاز و لن تقتصر فقط على إعداد ترجمة للمصطلحات الوزارية و ترجمة للتشوير إلى الامازيغية داخل بنايات الوزارة بل ستفتح باب التوظيف لمناصب مساعدين اجتماعيين و مترجمين أمام الشباب الحامل لشواهد أكاديمية بإتقان اللغة الامازيغية. وقد أعلن وزير العدل فتح مباراة لتوظيف 100 مساعد(ة) إجتماعي(ة) وأشار بان رئيس الحكومة وعد بمناصب إضافية لإنجاح هذا الورش الذي سيعرف قريبًا مزيدا من الإنجاز من قبيل إدخال الامازيغية في جميع مراحل التقاضي بدءًا بمرحلة التحقيق ووصولا إلى مرحلة إصدار الأحكام القضائية باللغة الامازيغية للوصول الى تحقيق الإدماج الكلي للامازيغية في منظومة العدل. إن إشراف رئيس الحكومة على توقيع هذه الاتفاقية هو تعبير عن دعمه حكوميا و سياسيا لوزير العدل. و هو كذلك جواب و تكذيب صريح على أرض الواقع لمن كانوا يشككون يوم تقديمه التصريح الحكومي في البرلمان في صدقية الحكومة حول مضامين البرنامج الحكومي و على الخصوص في جانب تفعيل الطابع الرسمي للغة الامازيغية . يومها ردَّ رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش على هجوم المشككين بأدب سوسي أصيل و هو يضع يده اليمنى على قلبه قائلا : " الأمازيغية، و الله إلا فالقلب". و اليوم ها هو يبرهن على ذلك بوفائ وزرائه بإلتزامات البرنامج الحكومي تجاه الامازيغية. عبد الرحمن اليزيدي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للاحرار