كلما واصل المغرب اختراقاته على الساحة السياسية العالمية بفضل التغير الكبير في استراتيجيته التي كانت تعتمد انفا على الوقوف على الرجل الواحدة او ما يسمى الشريك الوحيد المتمثل في فرنسا، لصالح النهج الجديد الذي يدفع الى تعدد الارجل والشركاء الدوليين، كلما اظهر الشركاء القدماء عداء متزايدا تجاه المغرب ومصالحه من خلال الضغط السياسي المباشر او من خلال التشويش عليه باستعمال منابر مأجورة تتاح لها كل الفرص للنيل اعلاميا من المغرب ومرتكزاته الاساسية بحجة الدفاع عن الحقوق والحريات. هذا الموقف الفرنسي و الاسباني والالماني وحتى القطري عاشه الشعب المغربي طول السنة الماضية حيث كثفت تلك الدول حملاتها المغرضة على المملكة باستعمال لقطاء لاجئين فيها تتاح لهم فرص الظهور الإعلامي باعتبارهم معارضين يقدم لهم الدعم على شكل حماية حقوقية وتمويل واشهار اعلامي موجه ليقولوا باسمها اشياء تسيء لبلدهم الاصلي مجملها افتراءات وأكاذيب مبثوثة في الاعلام العالمي والانترنت منذ عقود لا تاثير لها على اصحاب القرار في بلدنا ولا يمكنها البتة ان تدفعهم الى التفريط في حقوق الشعب المغربي الاقتصادية والسياسية لصالح تلك الدول مقابل اسكات تلك الابواق المأجورة. ساسية المغرب في عدم التفاعل مع الحملات الإعلامية التي تشوه بلدنا والتي ترعاها اوساط اليمين المتطرف أو بعض ما تبقى من التيار الاشتراكي في تلك الدول المتقاطعين في المصالح مع نظام عسكر الحفاظات الجزائري، كانت دائما تنجح في افشال تلك المؤامرات وتؤكد لتلك الجهات الراعية ان التشبث بمصالح المغرب ومواقفه لا محيد عنها مهما ضغطوا ومهما ناوروا خصوصا برعاية برامج وحملات اعلامية موجهة ، وهو ما يدفع في الاخير تلك الجهات الى التخلي عن الابواق تلك وبل تقديم تنازلات اكبر للمغرب مقابل العودة بالعلاقة البينية الى مستوياتها ما قبل الحملات المغرضة. ذلك ما حدث فعليا مع اسبانيا والمانيا ودول اخرى من شمال اوروبا عرفت برعايتها واستثمار المأجورين والمرتزقة لدعم نفوذها السياسي والاقتصادي في العالم. عودا على الحالة الفرنسية ، ولاسيما بعد ان احتضنت المرتزقين معتصم دنيا وسمسارها ومتعهدها فيلالي عدنان وتقديم كل الدعم لهم بعض أن لفظتهم الدولة العظمى الصين واخرجتهم من بلدها كما تخرج القاذورات بالكراطة الى خارج البيت، لتشويه المغرب والنيل منه وتبخيس منجزاته بحجة تشجيع الديمقراطية والحرية، حري بكل صاحب نخوة وضمير ومسؤولية ان يتساءل عن اهداف هذا التوجه الفرنسي الجديد وعن توقيته والأطراف التي تسخر المرتزقين السابقين وقبلهم عناصر مأجورة مغربية واجنبية افلت وانطفأت ورميت بعد ان لم تحقق جدوى لمستعمليها. بعيدا عن تلك الاسئلة نتساءل عن دواعي الحملة الفرنسية الجديدة وعن اسباب اختيارها لاشخاص سفهاء صغار الاحلام فضلا عن فقدانهم لاي ماضي سياسي ولا نضالي ولا حتى اي انتماء الى الوسط السياسي المغربي كان سيمنحهم بعض الاطلاع ولو اليسير على السياسة المغربية وتركيبة المشهد السياسي فضلا عن التوازنات السياسية فيه وعن دور المؤسسات ولا حتى عن التطور التاريخي للعمل السياسي وأهم رجالاته ومآثرهم وأيديهم في الحياة السياسية المغربية. فكيف ببنت ماضيها الأخلاقي معروف لم تفلح حتى في ان تجد لها عملا في بلادها او حتى في الصين الذي لجأت إليه هي ومتعهدها الذي شغلها في أعماله السابقة في اوساط الفساد والدعارة ببيع الادوات الجنسية عبر الانترنت. حقا التوجه الحالي للاوساط المغرضة الفرنسية تؤكد بلا شك ان فرنسا في العقد الأخير تنزلق من مرتبة الدول الكبرى الى مرتبة الدول المتوسطة والتي لو سحب منها الفيتو الأممي لاصبحت اهون من دول الموز وأصبحت عورتها مكشوفة دوليا، بل والادهى من ذلك هو وجود مراكز وجهات داخل الطبقة السياسية تدفع بكل جهودها لاجل انغماس بلده في وحل العزلة وفقدان التأثير في العالم وابتعاد الدول الصديقة عنها الى محاور أخرى أكبر قوة كأمريكا والصين ودول صاعدة كتركيا تتفوق على بلد الاليزيه في نفوذها السياسي والاقتصادي، هذا التيار الفرنسي يعمل كل ما في وسعه لإغراق فرنسا في خصومات مع دول حليفة لها بسبب سياساتهم في التدخل في شؤون تلك الدول واستهداف امنها كسبيل وحيد لضمان نفوذ فرنسا في تلك الدول وإبعاد المحاور الجديدة عنها لان ذلك هو السبيل الوحيد للدولة الاستعمارية السابقة للحفاظ على مصالحها في تلك الدول مادامت قوتها الاقتصادية ووزنها المالي في العالم غير قادر على مواجهة منافسيها في مناطق نفوذها السابقة. فبعد ان اندحرت فرنسا تقريبا من كل الدول الافريقية او في طور أن يتحقق ذلك في السنوات القليلة القادمة بسبب تزايد العداء الشعبي لفرنسا في أوساط الشعوب الافريقية بسبب الأخطاء المدمرة للساسة الفرنسيين الحاليين المتمثل في الاستنزاف الاقتصادي بتواطئ مع الانظمة الفاسدة في الدول الافريقية وحماية هؤلاء في مواجهة دعاوى الاصلاح، او بسبب تسببها في تدمير بلدان آمنة بدعوى تغيير الانظمة لم تعد تريد الخضوع للابتزاز الفرنسي كما حدث في ليبيا وسوريا، تواصل نفس الأوساط السياسية الفرنسي بسياساتها الابتزازية للدول تكريس الضعف الفرنسي وتقزيم دورها عالميا ونفوذها الاقتصادي وحتى العسكري الذي لم يعد يقدر على المنافسة الدولية. المغرب الان ومن قبل كان هدفا للابتزاز الفرنسي طيلة عقود ماضية اقتصاديا وسياسيا مباشرا او من خلال نهج غير مباشر بتحريك واستغلال ازمة الحدود التي خلقتها في بداية القرن العشرين بعد خلقها دولة لا وجود لها والضغط على المغرب بسبب قضيته الوطنية، او من خلال ايواء واستخدام ابواق للتشويش على المغرب بإيواء مرتزقة ينبحون على الإعلام الرسمي الفرنسي دون فائدة.، فالمغرب لا يخيفه الثنائي الفيلالي كما لم تخفه سابقا منابر معارضة سابقة سواء كانت اشتراكية ، شيوعية، ملحدة او اسلامية متطرفة استخدمتها فرنسا والجزائر بالتدريج وجربتها كلها دون فائدة قبل ان تتكسر كل هذه الايديولوجيات ويبقى المغرب قويا صلبا ثابتا، بل وبعد ان رمت بها فرنسا احتضنها المغرب بلدها الاصيل منح بعضها قيادة البلاد بعد ان تراجعت عن غيها وتركت الارتزاق لصالح الوطن، وبالتالي فهو لن يخضع للابتزاز الفرنسي ولن يتراجع عن مسيرته التنموية بعيدا عن منطق تفضيل الشريك الفرنسي والمستثمر الفرنسي وشراء السلاح والقطارات الفرنسية كما كان سابقا. من خلال هذا المقال نريد ان نقول انه يتحتم على التيار الفرنسي المعادي لبلدنا ان يعي ان المغرب لا تخيفه ابواق مرتزقة ولا حملات مغرضة مهما انفق عليها من أموال وأحبطت بالدعم والتوجيه الإعلامي واعطيت الحماية القانونية كلاجئين لن تنفعهم في التأثير على مسيرة المغرب ولن تخضعه للابتزاز الرخيص الذي يمارس عليه بل سيواصل طريقه بالتعاون مع شركائه الحقيقيين بما فيهم فرنسا في اطار سياسية التوازن وتقاسم الربح و الخسارة، ولن يبقى حظية خاصة بفرنسا ولا بغيرها، كما على الابواق الرخيصة ان تعي انه ما كان عليها ان ترتمي في أحضان الأعداء باختلاق صفة معارض من أجل نيل الدعم الاجتماعي الفرنسي المخصص أصلا للمعاقين والأرامل وفاقدي القدرة على العمل، بل كان عليها ان تعمل من المغرب فهناك أصوات معارضة للمغرب وسياساته وحتى لوحدته الترابية تعمل من داخل المغرب لا يتعرض لها أحد وتسافر الى خارج الوطن وتعود دون ان يعترضها احد او يسائلها أحد. كما علينا ونحن نعتصر الما مما يلحقنا من اذى من شركائنا في فرنسا ان نتساءل لماذا يآخذ المغرب بمقولة المسيح عليه السلام اعطي خدك الايسر لمن ضربك على خدك الايمن، اليس حريا بنا ان نعامل فرنسا بما تعاملنا به ونستعمل الاعلام بحجة حرية الإعلام والعمل السياسي وميثاق العالمي لحقوق الانسان لمهاجم السياسات الفرنسية العنصرية والمعادية لابسط الحقوق وكذا العداء السافر للمسلمين ونندد بسياستها التي تضطهد المسلمين بسبب حرصهم على ممارسة عقيدتهم الدينية كما تحفظها المواثيق الفرنسية والعالمية، ثم اليس لنا الحق كدول مستعمرة سابقا من الفرنسيين ان نطالب باجلاء الحقيقة على هذا الماضي وننضم للدول التي تطالب بجبر الخسائر المرتبطة بهذا الاستعمار ويتم التعويض عن ذلكم، ثم اليس من حقنا ان نطالب بمراجعة النفوذ الثقافي واللغوي الفرنسي في بلدنا لصالح الثقافة الوطنية بمكوناتها وان نشبكها بالثقافة العالمية السائدة المرتبطة بالانجليزية لغة العلم والفن والثقافة، والانسانية ولغة الحقوق و المدافعين عنها. هذه فقط افكار اتت من وحي الخذلان الفرنسي لمواقف المغرب المسالمة والاستهداف المترصد من بعض التيارات السياسية الفرنسية التي تحن لماضي الاسترقاق والاستعباد والاستعمار، لو أخذنا ببعضها لراجعت الطبقة السياسى الفرنسية تلك مواقفها ولخضعت الأمر الواقع.