في تفحص عابر لمنشورات المواقع الالكترونية، لفت انتباهي، موضوع أطفال الشوارع، قدمه الكاتب في صيغة منثورة فنية، اختتمها بالقول : أن أطفال الشارع هم ضحايا الاسرة والمجتمع . ترددت في الاقدام على مناولة الموضوع، وماهي إلا أوقات من ذات اليوم، حتى حملت الأخبار، تخلي مراهقة في نهاية عقدها الثاني، عن ولادة طفل لوحدها بحمام الطائرة، متسترة عن حالة الوضع بعقد عمل . الموقف الديني : الدين يعتبر الأبناء حديثي الولادة المتخلي عنهم خشية الإملاق، أبرياء من الدنس . الموقف الاجتماعي : يعتبر المجتمع كل ولادة، لا تحكمها ضوابط الزواج الشرعي، ولادة خارجة عن حكم الشرع، كتعرض المجتمع لغزو خارجي، خلف أبناء بحكم القوة الجائحة، أو من علاقة عابرة ضحيتها المرأة، من العموم على سبيل المتعة، نتج عنها حمل، عرف منها، ولم يعرف من الغير . هنا تكون المرأة ضحية فعل منها، أو غصبا عنها، ويتطور الفعل إلى الضحية الحديثة الولادة، التي تصبح مجهولة النسب من الأب الذي تجمعه مع المرأة العلاقة الزوجية. الولادة المتخلي عنها : من مفهوم عام هي الولادة الناتجة من علاقة غير شرعية، يتملص منها الفاعل، وتضبط على المفعول، وحالة الضبط هاته تؤدي بالأم إلى التخلي عن الولادة، من غير رضى لسقوط النسب من سقوط الأب . أطفال الشارع : يغلب على أطفال الشارع الأبناء من علاقة متعة خارجة عن إطار الزواج، غالبا ما يحتضنهم المجتمع من دور الأيتام، وهم المنكوبون أسريا، في ظل النظام الاجتماعي . ويدخل في عداد أبناء الشارع، الأطفال الفارين من أسرهم من حالات انحراف، أو إدمان جرفهم إلى الشارع، وأبعدهم من حياة الاسرة، ومن ثمة فإن أطفال الشارع لا ينطبق على الولاد القهرية، التي يرمى بها في أماكن معزولة، بل الأطفال دون سن التمييز الذين رمى بهم الانحراف إلى الشارع .