لن أكذب و لن أقول أن إنتصار أي فريق مغربي لا يدخل على قلبي فرحة عارمة. لن أخفي على أحد أنني أعتبر كرة القدم أحد أفضل مسارح في العالم يقدم فنا و تعبيرا عن فنون عدة بقوة تتصدرها قوة النفسية التي تحيط بها كل المحبطات و على رأسها ما تحمله سلطة الحكومات إلى نفسية اللاعبين. قد يغفل بعض كبراء سلطة كرة القدم أن الابتعاد عن اللاعبين ذو فائدة كبيرة على أدائهم و هذه أيضا كبيرة من الكبائر في مجال الرياضة . لاعب كرة القدم فنان مهووس بتلك اللحظة التي يعبر فيها عن إبداع و يزدهي خلالها بنشوة لا يعرفها من لم يمارس كرة القدم. صحيح أننا في أمس الحاجة إلى المواهب الفنية التي تتقن فنون كرة القدم من التسيير إلى توقيع الأهداف و إحداث تلك الرجة الرائعة في شباك الفرق المنافسة. و شاءت قواعد القرعة أن نتبارى مع الجزائر؛ تخلفنا عن موعد الإنتصار بحصة كبيرة لنكتفي بتعادل قادنا إلى ضربات الحظ. و هذا لا يعني نهاية مسار. إنه الحظ في ساعة قد تنقلب في مستقبل قريب. و أجمل ما في الكون ذلك الحزن النبيل و ذلك الحب المنزه عن الخطأ في حق كل ما يعبر عن انتماء إلى منبث الأحرار و مشرق الأنوار و منتدى السؤدد و حماه. ولأن للحمى أعداء و للقيم أعداء، فإن الوطن الغفور الرحيم لن ينسى من انتظروا مباراة كرة قدم لكي يعبروا عن خيانتهم للوطن. يا من عبرتم عن كرهكم للمغرب في أقصى شرف بلدكم، أقول لكم إن الشاطىء في جانبكم فلترحلوا و معكم علم بلاد الكابرانات التي تقدسون. محمد بن عبد الكريم الخطابي لن يفخر بمن يعانقون من يسرقون و ينهبون أموال الشهداء و يركعون للإمبريالية و ما تتيحه من ملاذات آمنة للحسابات البنكية التي تضمن أرصدة بكافة العملات إلى كافة الجنرالات الشنقريحية. و لأن الخيانة الوطنية عنوان وفاء للكابرانات و اعتراف بقوة التحويلات المالية إلى حسابات في بنوك إسبانيا لفائدة نسوة و أشباه رجال فقد احتفلت زمرة الشبق الموالي للكابرانات بمباراة كرة قدم. عرت العاهرات عن عهرهن و عرى أشباه الرجال عن جبنهم و تحلى أصحاب الوعي بقوة العقل أمام الخونة. لا تظنوا أيها الواهمون أن الوطن الغفور الرحيم غير قادر على أن يكشف عن خيانتكم و عن عمق ولاءكم لكابرانات الجزائر. سيأتي يوم الندم الكبير حين ستعرفون أن الخيانة ذل و عار. ارحلوا أيها العراة إلى أحضان الكابرانات و عانقوهم. فإن غدا لناظره لقريب. إسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. كل من غدر و رمى بنفسه إلى أحضان العار و الذل سيظل ذليلا إلى ارذل العمر و لن يعلم أي شيء بعد وقت قليل. الوطن غفور رحيم و لكنه عنيد أيضا. قد نخسر الكثير من مباريات كرة القدم و لكننا سنربي و نعيد تربية كل من فكر في أن يخون الوطن. و الويل لمن حمل علم بلاد غير بلاده و ناصر بلدا على بلاده. لا تهمنا كرة القدم و الذل و العار على الخونة أينما كانوا. مثلكم فليرحل إلى بلاد من وفرنا العتاد و السلاح و الأكل و الشراب و لم يعترفوا بالجميل. إنكم جبناء و انذال فلتموتوا بحقدكم و لترحلوا إلى الأبد.