خاض مئات من طلبة جامعة محمد بن عبد الله بفاس، مسيرة ليلية بالشموع ليلية، امتدت إلى غاية الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، تنديدا بالتدخلات الأمنية في عدد من الجامعات والكليات، واستمرارا في التعبير عن رفضهم للقرارات الأخيرة لوزارة التربية والتعليم. المظاهرات الليلية التي امتدت لنحو ساعتين تحت الأمطار، شغل خلالها المحتجون مصابيح هواتفهم المحمولة وطافوا ساحات الحرم الجامعي بالكليات الثلاث، قبل أن يتوجهوا إلى الشوارع والأحياء المحيطة بالمركب الجامعي ظهر المهراز والمنطقة الصناعية بسيدي إبراهيم المتاخمة لحي الليدو ليراك وحي النجاح. وردد المتظاهرون شعارات ترفض قرار بنموسى من قبيل: "هذا التعليم الطبقي وولاد الشعب فالزناقي"، "سياسة التعليم سياسة طبقية سياسة تصفوية، هدفها طرد الطالب"، "واكواك على شوهة الجامعة باعوها"، "قالوا في سنة 2000 مايبقاوش الأميين لكن غلقوا المدارس وافتحوا الزنازن". وفي تصريح للجريدة، أوضح فوزي، طالب ناشط بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أنه "رغم الظروف المناخية القاسية، إلا أننا أبينا إلا أن نجسد تظاهرة تنديدية بالقمع الذي تتعرض له مثل هاته الأشكال النضالية العادية التي تأتي في إطار مطالب عادلة ومشروعة تروم الدفاع عن مبدأ تكافؤ الفرص بين حاملي الشهادات، وعن الجامعة العمومية وآفاقها". وأضاف المتحدث أن المسيرة تؤكد "الاستمرار في النضال ضد القرارات الأخيرة لوزارة التربية الوطنية التي تحدد سن التوظيف في 30 عاما، وإقصاء كل من تربطه عقدة شغل مع أي مؤسسة خاصة، فضلا عن إقصاء الطلبة أو حاملي الإجازات الأساسية الذين تعوزهم ما سمته الوزارة بالسلامة البدنية"، معتبرا أن هذه القرارات "إقصائية تهدف إلى تعميق وتكريس نخبوية وطبقية القطاع". و شدد فوزي على أن "الشعب المغربي يعتبر هذا القطاع حيويا وحقا مقدسا بعد أن دافع عليه وناضل من أجله على مدى سنوات طوال تفجرت على إثرها انتفاضات شعبية، نظير انتفاضة 1965، التي أغرقت بالدماء وسقط خلالها شهداء"، مضفا: "التعليم تعرض لتخريب خطير وخضع لأكثر من 14 مخططا وأزيد من32 وزيرا في أقل من 60 سنة". وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة، قد حددت سن اجتياز مباريات أطر التدريس وأطر الدعم التربوي والإداري والاجتماعي، في عمر يقل عن 30 عاما، إلى جانب فرض شروط جديدة متعلقة بالميزة في الباكالوريا والإجازة. وأثار قرار وزارة التربية الوطنية موجة غضب عارمة على المستوى السياسي والإعلامي وفي الشأن التعليمي، وفجرت احتجاجات حاشدة بمختلف المدن، وسط مطالب بالتراجع عن القرار والإبقاء على سن ال45 المحدد في الوظيفة العمومية. الطالب فوزي أضاف في حديثه للجريدة، أن الكفاءة هي المعيار الحقيقي، وما يحددها هو ورقة الامتحان الكتابي والامتحان الشفوي، وليس معيار السن، لافتا إلى استحالة الاعتماد على النقطة المحصل عليها في الباكالوريا تانب وصفها ب"النقطة خادعة"، موضحا أن الأمر ينطبق على النقطة المحصل عليها في الإجازة. ودعا المتحدث إلى جعل ورقة الامتحان هي الورقة الكاشفة، مع السعي لمحاربة الغش واعتماد الشفافية في عملية تصحيح أوراق الامتحان، مضيفا: "لنحارب الغش في الامتحان ولنشوش على شبكة الهاتف المحمول ولنكن كذلك شفافين أثناء تصحيح أوراق الامتحان، هذه الخطوات هي التي ستقودنا للحصول على كفاءات، أما غير ذلك فهو مجرد ادعاءات".