أحرق متظاهرون بمدينة فاس، نسخا من شهاداتهم الجامعية، تعبيرا عن رفضهم لما اعتبروه "إقصاء" بحق آلاف المجازين الراغبين في ولوج مهنة التدريس، وذلك ضمن احتجاجات متواصلة منذ يوم الجمعة الماضي، تنديدا بقرار وزارة التربية الوطنية. وتظاهر المئات من الطلاب والمعطلين حاملي الشهادات الجامعية، في وقفات ومسيرات احتجاجية، أمس الخميس وأول أمس الأربعاء، أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتعليم بفاس، رافضين مضمون الخروج الإعلامي لوزير التربية الوطنية بخصوص مباريات التعليم. الاحتجاجات التي شارك فيها طلاب من مختلف كليات فاس إلى جانب جمعيات المعطلين ونشطاء حقوقيين، رفع خلالها المتظاهرون شعارات من قبيل: "قادمون قادمون.. للعطالة رافضون، للبطالة رافضون، للإقصاء رافضون، صامدون صامدون، في الشوارع صامدون، في الساحات صامدون، في المحاكم صامدون". وفي هذا الصدد، قال محمد الزريولي (28 سنة)، طالب بالسنة الثانية ماستر تخصص الجغرافيا وعضو في الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، إن المحتجين عازمون على البقاء في الساحات إلى إسقاط هذا القرار الذي وصفه ب"المشؤوم"، مشددا على "رفض المغاربة لقرار بنموسى بشكل قاطع". وأوضح المتحدث في تصريح للجريدة، أن خطوة إقدام المشاركين بالوقفة على إحراق نسخ من شهاداتهم الجامعية هي "تعبير منهم على أن الوظيفة العمومية تم بيعها، وبأنهم ماعندهم فين يمشيو"، وفق تعبيره. وتساءل الزريولي عن "المصير المبهم الذي ينتظر المؤهلين من أصحاب الشهادات الجامعية"، قائلا: "شنو غادي يديروا ملي قراوا وتكونوا داخل الجامعة، واش غادي يخدموا؟ ماكاينش فين غادي يخدموا؟". وعبر عن استهجانه من قرار "إقصاء من هم دون 30 سنة من إجراء مباراة الوظيفة، في الوقت الذي تتحمل فيه الدولة إخفاقها في توفير الظروف والعوامل بما يحقق تكافؤ الفرص بين جميع الفئات، وبما يسمح للطلاب بنيل شهادات الإجازة في الوقت المحدد وبنقط عالية". وأرجع المتحدث أسباب عدم تمكن فئة من الطلبة من تحصيل شهادة الإجازة في المدة المطلوبة، إلى "تردي المعيشة والوضع الاجتماعي في المغرب الذي يطبعه التفقير والتهميش"، مضيفا: "مايمكنش تحط قرار ونتا ماقايمش بالواجب ديالك".