الشخصية الاعتبارية من الوجهة التاريخية في الحياة العامة، تتردد أصداؤها من فضاءات متعددة، مما خلف في التراث الانساني أسماء متحورة تختلف أزمنتها وأمكنتها، مما يجعلها ضربا من ضروب اللسان والفكر المنساب نحو الخيال العلمي، قصد الترويح عن النفس البشرية، كما في التراث الشفوي كموروث ثقافي، كان لسانيا أو لغويا، كما يجري من اللسان، أو من اللغة حول شخصية هينة، التي سطعت شمسها من بلاد العرب، وغابت من بلاد الغرب، حيث انقطع السبيل مع أهلها من عهد طرد العرب من البلاد الايبيرية واكتشاف القارة الامريكية، دون أن يعرف عنها أهلها أي خبر، إلا ما كان من اختفاء الأثر، وتداول أخبار عنها تقصها الأسر للنائمين كي يطيب نومهم بالليل من زمن اليقظة بالنهار، إذ صار اسمها سيرة لحياة شخصية فاتنة تحمل اسم – هينة -، التي تحوي مجريات حياتها متفرقات من المخاطر تواترها أجيال عن أجيال، وما عانته في بلاد الغال، وعلى دواليك ما نشر من الأقلام، منها من أرجع حياتها لعصر ما قبل الدين، ومنهم من أرجعها إلى عصر الفصل بين الدين والعلم، من عهد الاكتشافات الجغرافية، والوصول إلى القارة الامريكية عن طريق الأطلسي، بعد أن أغلق أهل الدين الطريق عبر الهند . ومن حديثنا حول الموضوع نرجعها إلى الفصل بين الواقع والخيال، إذ سنلقي الضوء على هاته الشخصية الاعتبارية لنخرجها من دائرة المتخيل التي جال بها الفكر متحورا من عصور متباعدة، جسد الشخصية في قصص مسلية للأطفال، إلى رواية تاريخية من ديوان العرب، ثم إلى شخصية جدلية من التاريخ ومن الدين، منهم من ذكرها بلسان طيب، انجلى منه الصباح بالذكر المباح، ومنهم من أكرم مثواها، بعد أن خلف الزمن الجدل وراءها . ومن الحديث يكشف المثوى واقع الحال عن شخصية الخيال . شخصية هينة بالموروث الشفوي المغربي : هو اسم من الرواة على شخصية عربية شابة، جمعها حب بناء الاسرة الاجتماعية مع ابن عمها، وكان من تقاليد الاستعدادات للتزاوج عند العرب، خروج الفتيات مع الفتاة المقبلة على الزواج للحطب، وجمع الموقد من جنبات الغاب، لقضاء حاجيات الاطعام من الزفاف، بينما الشبان يتهيؤون يوم الزفاف للسقاية وإعداد الماء للعرس العربي، لقضاء حاجيات البيت وضيوفه من الحاضرين، لحفل الأفراح المقامة للزواج . وخلال عملية جمع الحطب تأخرت هينة في جمع حمل الحطب، إلى أن أظلم الكون، واختطفها غول الظلامية نحو بلاد الغال، ومنها انقطعت السبل بينها وبين أهلها، وسار الحديث من أهلها يجري عنها مجرى الاجيال متواترا من الزمن، الذي لا يعرف منه عنها اسم ولا مكان . هينة في الموروث الأدبي : تحمل شخصية هينة في الموروث الأدبي من التاريخ العربي، اسم جهينة، وهي شخصية أيقظت الهمم في قومها للدفاع عن مجدهم ورد الاعتبار لوجودهم التاريخي، فاتخذوها قدوة في العزم، والتفوا حولها إلى أن حال الزمن حوله بينهما، وسار الذكر على الأثر كما صوره الفكر المتخيل، في حلل مكتملة الصور . هينة من الرواية التاريخية : إن تنسب هينة في الفكر العربي من اسم جهينة، فإنها تنسب من شمال غرب إفريقيا اسم كهينة، التي وصفها الأولون من حاملي لواء الدين الاسلامي بالداهية، حيث فصلت بالحياد الايجابي بين المختلفين من الدين، إذ جعلت نفسها في كف عفريت، ودعت أبناءها إلى اعتناق الاسلام، بينما حافظت على علاقات مع الطرف الآخر من غير المسلمين، وهم من أكرموا مثواها، على ما يجري به العمل من تربتهم وحوزة دينهم، مع الحفاظ على اسمها العربي المدعوة به من اسم فاطمة، الذي أزاح عنها شبح المتخيل والمتحور من اسماء : هينة . جهينة . كهينة . داهية . ومن اسمها العربي بالوسط الاوروبي نود تسميتها فاطمة القرشية، وإن تعلم الانسانية مثواها من التربة، فإن الله يعلم إيمانها من الدين.