أقول يهودية، لأنها كذلك، ومعتزة بيهوديتها أيما اعتزاز. مغربية؛ لأنها كذلك، ومعتزة بمغربيتها اعتزازا فوق المعتاد. وعندما أقول هي مغربية. أقصد عمق انتمائها لهذا الوطن… بكل ما يعني هذا الانتماء. هي ملكية حتى النخاع، وحبها للمسلمين المغاربة لا تخفيه. تعتبرهم إخواناً لها وأبناء. (سنها 63 عاماً) امرأة مثقفة جداً، ومؤلفة كتب، ومحاضرة… حرارة ردودها على أتباع شنقريحة تشهد لها على غيرتها الوطنية… في الوقت الذي -واأسفاه- لا نكاد نسمع رِكْزا للكثير من نخبتنا في الدفاع عن الوطن. ولا نكاد نرى لهم حضور. اللهم إلا انشغالهم بمواضيع لا يكاد يهتم بها أحد. هذه اليهودية بألف "مؤثر" تافه على وسائل التواصل الاجتماعي. يهودية مغربية حاضرة بقوة تنافح وتكافح في سبيل وطنها ونصرة ملكها والاعتزاز براية بلدها. من هنا رأيت أن أثمّن مواقفها وخطاباتها الشجاعة والقوية، وأقول لها نحن في خندق واحد والله من وراء القصد. دينها اليهودي شأنٌ لها، كما أن ديني الإسلام شأن لي عقيدةً وشريعةً وشعيرةً ومنهاجاً… و (لا إكراه في الدين) (لكم دينكم ولي دين) أعلم أن المتنطعين الهَلْكى سيشمئزون من هذا الكلام بجهلهم… وأعلم أنّ تصوّر هذه اليهودية المغربية وتصرّفها في مجال الوطنية والوحدة الترابية والسلم الاجتماعي أرقى ألف مرة من تصوّر الهلكى وتصرفهم. أقول (هلكى) وأعرف ما أقول: ففي صحيح مسلم ورد الحديث الشريف (هلك المتنطعون) ثلاث مرات. والتكرار للتوكيد. هناك حربٌ إعلاميةٌ ضروس تشنها الأجهزة المخابراتية الشنقريحية ضداً على بلادنا ووحدة ترابه… ولئن كانت سياسة الدولة المغربية رأت أن تتصرف مع هذه الهجمات ب(النّخل) بالمفهوم الدارجي وليس اللغوي. وهو اختيار استراتيجي سيادي، فهذا لا يُعفي النخبة من العلماء والمثقفين والنخبة من التصدي لإعلام الكذب والفبركة لدولة جار السوء على المنابر الحرة الإلكترونية. ولا يسعني في ختام هذه التدوينة إلا أن أنوّه باليهودية البطلة "الأستاذة نيكول الكريسي بانون" وبجميع المؤثرين المغاربة في الداخل والخارج.. دون نسيان مؤثرين جزائرين وقفوا موقف الحق وساندوا قضية المغرب مساندة غير مشروطة، بل هناك مصريون وتونسيون ولبنانيون وسوريون وموريتانيون وغيرهم… حشروا أنفسهم في خندقنا. لله درهم. * محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ