انتخب المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، القيادي البارز في الحزب والعمدة السابق لمدينة سلا، جامع المعتصم، رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية. وصوت لصالح المعتصم 184 من أصل 210 مصوتا من أعضاء برلمان "البيجيدي"، مقابل التصويت بالرفض من طرف 19 عضوا، وامتناع 7 أعضاء عن التصويت. وانطلقت، صباح اليوم، أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، بالمقر المركزي للحزب بالرباط، وفق التدابير الاحترازية المعلن عنها، وبمشاركة مختلف الأعضاء من كل ربوع المملكة عن بعد. وترأس أشغال الدورة إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس، بحضور الأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، وعدد من أعضاء الأمانة العامة وقيادات الحزب، حيث من المنتظر أن يناقش المجلس انتائج الهزيمة المدوية للحزب في الاستحقاقات الانتخابية، مع تحديد تاريخ ولجنة رئاسة المؤتمر الوطني الذي اقترحته الأمانة العامة. وكان عبد الله بوانو، عضو الأمانة للعدالة والتنمية، قد أوضح أن المجلس الوطني سيكون فرصة لمناقشة النتائج المخيبة التي حصدها الحزب في الانتخابات السابقة ومدارسة آثارها واتخاذ اللازم، سواء على المستوى التنظيمي أو السياسي. واعتبر بوانو، في تصريحات للصحافة على هامش انعقاد المجلس الوطني، أن التاريخ الطويل لحزب العدالة والتنمية والممتد لأكثر من 25 سنة، قادر، على حد قوله، على اتخاذ الموقف المناسب في مثل هذه الظرفية بفضل أعضائه ومسؤوليه سواء في المجلس الوطني أو في المؤتمر الاستثنائي. وبخصوص إمكانية عودة بنكيران لقيادة الحزب مجددا، أشار عضو الأمانة العامة أن مثل هذه القرارات يتخذها المؤتمر، مؤكدا أنه في حال اختيار عبد الإله بنكيران العودة مجددا لقيادة الحزب فسيكون "مرحبا به"، مضيفا أن أي شخص سيتم اختياره للقيام بهذه الدور الذي وصفه ب"التاريخي"، سيتم الترحيب به أيضا. وقال بوانو إن الحزب لامس الثقة بينه وبين المواطنين خلال الاستحاقات السابقة سواء في البوادي أو القرى أو في المدن، مجددا التأكيد على أن النتائج المحصل عليها "غير منطقية وغير مفهومة ولا تعكس قوة الحزب ومكانه في الخريطة السياسية". من جانبها، اعتبرت عضو حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، أن القيادة الحالية عاجزة عن تسيير الحزب، بعد الهزيمة المدوية التي مني بها "المصباح" خلال انتخابات 8 شتنبر. وقالت ماء العينين، في تصريح للصحافة قبل انعقاد المجلس الوطني الاستثنائي، إن أعضاء الحزب مازالوا تحت وقع الصدمة بسبب النتائج المخيبة التي تم تحقيقها في الانتخابات الماضية. وأشارت المتحدثة إلى أن وضعية حزب العدالة والتنمية ومناضليه صعبة في الفترة الحالية، مشيرة إلى أن أعضاء الحزب يهدفون إلى إعادة إحياء هذا المشروع المجتمعي بعد الفترة الحرجة التي يمر منها. وأضافت أن النقاش محتدم بين أعضاء الحزب، لأن عددا منهم يعتبرون، على حد قولها، أن مسار الحزب أخطأ طريقه منذ المؤتمر السابق الذي انعقد سنة 2017، مؤكدة أن بعض الأعضاء يفضلون الانتظار لغاية المؤتمر العادي لانتخاب قيادة جديدة تشرف على خارطة الحزب في الفترة المقبلة. وقالت ماء العينين إن عودة بنكيران لقيادة الحزب مجددا أمر محتمل، وأن ذلك سيتقرر في المؤتمر المقبل، مشددة على ضرورة أن يتبنى أعضاء الحزب خطابا عقلانيا لإنقاذ "المصباح" بعيدا عن العواطف.