أعلنت الولاياتالمتحدة، اليوم الإثنين، استكمال جهودها لسحب جميع قواتها من أفغانستان، لتنهي بذلك أطول حرب في تاريخها. وأكد الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في مؤتمر صحفي، اكتمال الانسحاب والجهود العسكرية لإجلاء الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر من الدولة التي مزقتها الحرب. وأضاف ماكنزي أنه "بينما يكتمل الإجلاء العسكري، تستمر البعثة الدبلوماسية بالتحقق إن كان هناك المزيد من المواطنين الأمريكيين والأفغان المؤهلين، الذين يرغبون في المغادرة". وتابع المسؤول الأمريكي قائلا إن "انسحاب الليلة يؤكد نهاية المهمة التي استمرت في أفغانستان حوالي 20 عامًا، والتي بدأت بعد وقت قصير من هجمات 11 شتنبر 2001". وأوضح أنه منذ 14 غشت وحتى مساء الإثنين، أخلت طائرات الولاياتالمتحدة وحلفائها أكثر من 123 ألف مدني من مطار حامد كرزاي، مشيرا إلى أن "عدد من تم إجلاؤهم أقل مما كان يأمل". ولفت الجنرال ماكنزي إلى أن "المهمة الدبلوماسية الرامية للتحقق مما إذا كان هناك مزيد من المواطنين الأميركيين أو الأفغان المؤهلين الراغبين بالرحيل تتواصل". وسارعت حركة طالبان إلى الاحتفال برحيل القوات الأمريكية، حيث سمع صوت إطلاق الرصاص في العاصمة كابول احتفالا بانسحاب القوات الأمريكية. وفي نفس السياق، قال الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم لقناة الجزيرة إن "خروج آخر جندي أميركي من بلادنا هو لحظة تاريخية لنا ولأي شعب". وأضاف "ليست لنا أي مشكلة مع أي فرد من أفراد شعبنا أو أي جهة"، وطالب المجتمع الدولي بمساعدة الشعب الأفغاني في كل المجالات، مثل الاقتصاد والصحة والتعليم. ونفى المسؤول في الحركة منعها أي شخص من مغادرة البلاد، لكنه قال إنه يجب أن تتم عملية المغادرة بشكل منظم، معتبرا أن وجود معارضة في أفغانستان أمر طبيعي وهو أمر محل احترام من قبلنا، وأكد أنه لن يسمح لأي أحد بأن يعمل على إشعال حرب في بلادنا مرة أخرى. وكتب المسؤول في الحركة أنس حقّاني في تغريدة على تويتر "لقد صنعنا التاريخ مرة أخرى. هذه الليلة انتهى احتلال الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي لأفغانستان والذي استمر 20 سنة. أنا سعيد جدا لأنّني بعد 20 سنة من الجهاد والتضحيات والمشقّات، أشهد بكل اعتزاز هذه اللحظات التاريخية".