سارع المخرج لحسن زينون إلى قديم استقالته من منصبه كمدير فني لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة "احتراما للراحل نورالدين الصايل". وكتب المخرج عبر حسابه على الفايسبوك "رسميا أستقيل من منصبي كمدير فني لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة احتراما لصديقي الراحل الأستاذ نور الدين الصايل". جاء قرار المخرج بعد أن صادق المجلس الإداري لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة المنعقد أمس الجمعة في دورة استثنائية على تعيين الحبيب المالكي رئيسا جديدا لمؤسسة المهرجان خلفا للراحل نور الدين الصايل. وفي كلمة للحبيب المالكي خلال حفل تنصيبه رئيسا للمؤسسة قال: "إنه لشرف كبير له أن يكون رئيسا لموقع سينمائي في المغرب، بعد أن شغَلَهُ المرحوم نور الدين الصايل، الذي بصم الحقل السينمائي في المغرب بتفكيره وخطابه النقدي والنظري، بمبادراته الوطنية والكونية، بجرأته الجمالية والفلسفية والتعبيرية، وبكل روحه وكيانه وأفقه الإنساني الرحب". وأكد أنه سيعمل على صون هذه الذاكرة الخِصبة، التي كانت فكرة للمرحوم الصايل سنة 1977، عندما كان رئيسا للجامعة الوطنية للأندية السينمائية في المغرب، التي أسسها سنة 1973، مشيرا إلى أن "خطواته تقاطعت مع خطوات المرحوم نور الدين الصايل في منتصف الستينيات، حيث كان يومها من الشغوفين بالثقافة السينمائية، وبمتابعة وقراءة المجلات السينمائية الفرنسية، وكان طموحه في مرحلة من مراحل تكوينه أن يتابع دراساته العليا في السينما، وكان حينها يحلم بأن يكون مخرجا سينمائيا". وتابع قائلا: "ثم فرَّقَت بيننا السُّبُل، وإن بقيتُ ألتقي من حين لآخر بنور الدين، وأتابع مساره الثقافي والفكري ونشاطه السينمائي الحيوي والمرجعي. والحقّ أنه ظل دائما صادقاً في اختياراته، منتصراً لقيم التحديث والدّمقرطة والعقلانية والتنوير، حريصا على زرع أُسُس الثقافة السينمائية في التربة المغربية، بما هي ثقافة تؤسس للمستقبل، وتُوسِعُ المتخيَّل، وتجدد البنيات الذهنية والسوسيوثقافية في المغرب. وشدد على أن توليه مهمة رئاسة هذه المؤسسة يعد له بمثابة رسالةَ ينبغي أن يوصلها لنور الدين الصايل، موضحا أن ذلك يعد "منتهى الوفاء لشخصه ولأفقه، وتجديدا لهذا المهرجان وآفاقَه وإشعاعَه ومكانَتَه في المغرب وفي أفريقيا والعالم".