حطت، اليوم الجمعة بمطار الداخلة، طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية، في أول رحلة جوية مباشرة تربط العاصمة الفرنسية باريس بجوهرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، وعلى متنها أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج وسياح أجانب. ويعد إطلاق هذه الرحلة، الأولى من نوعها التي تصل المدينة المغربية بحاضرة أوروبية، إيذانا باستئناف الرحلات الدولية وإعادة فتح الأجواء المغربية بعد أشهر من الإغلاق، بسبب الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19". وخصصت السلطات استقبالا حارا لأفراد الجالية المغربية والسياح الأجانب عند دخولهم لأروقة المطار، حيث وجدوا في استقبالهم مسؤولين من ولاية جهة الداخلة وادي الذهب وممثلي عدد من المصالح الخارجية ومنتخبين وشخصيات مدنية وعسكرية، ومسؤولي المطار وممثلي المجلس الجهوي للسياحة، بالإضافة إلى ممثلي عدد من الوكالات والمؤسسات السياحية المحلية. وأجرى المسافرون المغاربة والأجانب، لدى وصولهم، مختلف التدابير الجمركية واستعادوا أمتعتهم بطريقة منتظمة، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية المعمول بها، من حيث ارتداء الكمامات الواقية، والحرص على التباعد الجسدي واحترام التدابير الحاجزية، واستعمال المعقمات والمطهرات الكحولية. وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج عن امتنانهم للملك محمد السادس على إثر مبادرته السامية بتسهيل عودة مغاربة العالم الى بلدهم بأسعار مناسبة. وبعدما أشادوا بالظروف الجيدة لهذه الرحلة الجوية غير المسبوقة وبنجاعة الإجراءات المتخذة في إطار "عملية مرحبا 2021″، أشار هؤلاء إلى أن الالتفاتة الملكية الكريمة تؤكد العناية السامية التي يخص بها جلالة الملك مغاربة العالم. بدورهم، أعرب عدد من السياح الأجانب عن سعادتهم بالوصول إلى مطار الداخلة عبر خط جوي مباشر يعفيهم من كثرة التنقل بين المطارات، مؤكدين أن الرحلة جرت في ظروف جيدة بفضل تضافر جهود كل السلطات والمتدخلين في العملية. من جانبه، أكد قائد مطار الداخلة، عبد المنعم أوتول، أنه مواكبة لقرار استئناف الرحلات الجوية الدولية باتجاه المملكة، فقد تم، على مستوى مطار الداخلة، وضع برنامج لاستئناف الأنشطة المطارية بهدف حماية مستعملي المطارات ومواكبة استئناف حركة النقل الجوي، وكذا توفير تجربة سفر ممتعة وصحية وآمنة. وأضاف أنه تم، في هذا الصدد، تطبيق منظومة من التدابير الصحية التي تتماشى مع التوصيات الوطنية والدولية، من حيث الالتزام بالتباعد الجسدي (تشوير أرضي، وضع واقيات بلاستيكية بالنقاط التي تعرف تفاعلا مع المسافرين، التحسيس والإعلام) طيلة مسار المسافر، إضافة إلى اعتماد تدابير صحية (موزعات السوائل المعقمة، تكثيف عمليات التنظيف…). وفي تصريح مماثل، قال نائب رئيس المجلس الجهوي للسياحة بالداخلة – وادي الذهب، عمر العلوي البلغيثي، إن تدشين خط جوي مباشر بين باريسوالداخلة يشكل إضافة مهمة للدينامية السياحية بهذه الجهة الصاعدة، بالنظر إلى الحجم الاقتصادي والإشعاع العالمي الذي تتميز به العاصمة الفرنسية. وأوضح العلوي البلغيثي أن إطلاق هذا الخط الجوي المباشر، بمبادرة من المكتب الوطني المغربي للسياحة، سيعمل على ربط مدينة الداخلة بالعاصمة باريس، التي تعد إحدى أهم الوجهات السياحية الأوروبية والعالمية، مما سيكون له انعكاس إيجابي على الوجهة السياحية الصاعدة للؤلؤة الجنوب المغربي. وكان الملك قد أصدر، في إطار العناية التي يحيط بها أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج والاهتمام الدائم باستمرارية تشبثهم بالوطن الأم، تعليماته للسلطات المعنية وكافة المتدخلين في مجال النقل، قصد العمل على تسهيل عودتهم إلى بلادهم، بأثمنة مناسبة. كما دعا الملك كل الفاعلين السياحيين، سواء في مجال النقل أو الإقامة، لاتخاذ التدابير اللازمة، قصد استقبال أبناء الجالية المغربية المقيمين بالخارج في أحسن الظروف وبأثمنة ملائمة.