استقبلت الجالية المغربية المقيمة بالخارج، تدخل الملك محمد السادس لوقف "جشع" شركات النقل الجوي والبحري، بارتياح كبير، خصوصا وأن عددا من أفراد الجالية قرر الاستغناء عن فكرة زيارة المملكة بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران وأيضا الموانئ. وأفاد بلاغ للديوان الملكي، اليوم الأحد، أن الملك محمد السادس، أصدر تعليماته السامية للسلطات المعنية وكافة المتدخلين في مجال النقل، قصد العمل على تسهيل عودتهم إلى بلادهم، بأثمنة مناسبة، ومعقولة وتكون في متناول الجميع. وفور صدور بلاغ الديوان الملكي، انتشرت تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تشييد بتدخل الملك محمد السادس لتسهيل عودة رعاياه المقيمين بالخارج إلى وطنهم، خصوصا وأن منهم من لم يزر عائلاتهم بالمغرب منذ سنتين بسبب تداعيات جائحة "كورونا". وعبر مغاربة مقيمون بفرنسا في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق"، عن سعادتهم بالقرار الملكي، الذي سيمكنهم من زيارة المملكة بعد غياب طويل بسبب "كورونا"، مؤكدين أن هذا القرار جاء ليقطع الطريق على شركات النقل التي تستغل فصل الصيف لرفع الأسعار. وقال مهاجر مغربي بفرنسا، إن قرار الملك محمد السادس، جعله يعيد التفكير في زيارة المملكة في فصل الصيف، وقضاء عيد الأضحى مع عائلته بالمغرب، بعد أن كان قد أصيب بخيبة أمل بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران إلى أكثر من 4 ملايين سنتيم. فيما قال آخر، في حديث مع "العمق"، إنه كان ينوي قضاء عيد الأضحى مع أسرته بالمغرب، غير أن ارتفاع تذاكر النقل البحري، دفعه إلى إلغاء زيارته هذه السنة، والاكتفاء بزيارة الأهل في المغرب جوا بالرغم من ارتفاع أسعار التذاكر أيضا. وشهدت أسعار تذاكر السفر عبر الجو والبحر بين أوروبا والمغرب ارتفاعا قياسيا بالتزامن مع "عملية مرحبا" وفتح الحدود الجوية المغربية. ويسود سخط عارم وسط مغاربة العالم بعد أن بلغت أسعار تذاكر السفر جوا إلى أزيد من 4 ملايين سنتيم لعائلة من 6 أشخاص في خط يربط على سبيل المثال ما بين بروكسيل والناظور ذهابا وايابا. هذا في الوقت الذي يصل فيه سعر تذاكر السفر من ميناء سيت إلى ميناء طنجة دهابا وايابا إلى أكثر من 4 ملايين سنتيم. فيما أكد فيه مصدر في مجال النقل الجوي أن أسباب ارتفاع أسعار تذاكر السفر جوا وبرا لا ترتبط بقرار المغرب استثناء موانئ اسبانيا من عملية مرحبا، أوضح أن هذا الارتفاع ناتج عن الطلب الكبير على السفر في مقابل العرض الضئيل من قبل شركات الطيران بالخصوص. وأضاف المصدر ذاته، أن مستوى الإقبال على السفر خاصة من قبل الجالية المغربية فاق المستويات المسجلة في سنة 2019 ما قبل أزمة كورونا، وبالرغم من ذلك، أكد المصدر ذاته أن الأسعار زادت عن مستوياتها لدى بعض الشركات، حيث سجلت مستويات مضاعفة مقارنة مع الأسعار المألوفة من قبل. وأوضح المصدر ذاته، أن شركات الطيران سبق أن قلصت من أساطيلها ما أثر على مستوى العرض الذي توفره مقابل مستوى الطلب الذي عرف ارتفاعا مهما خلال هذه الفترة، وهو الأمر الذي أدى بهذه الشركات إلى أن ترفع من الأسعار. وتجدر الإشارة إلى السلطات المغربية، قد أعلنت "بشكل ضمني" الاستغناء عن نقاط العبور البحري على مستوى إسبانيا في عملية "مرحبا 2021″، حيث أكدت أن العملية ستتم انطلاقا من نفس موانئ العبور التي تم العمل بها السنة الماضية، ويتعلق الأمر بميناء "جنوة" في إيطاليا و"سيت" بفرنسا. وأوضحت وزارة الخارجية أن عودة المغاربة القاطنين بالخارج، بحرا، في إطار عملية "مرحبا 2021′′، ستتم انطلاقا من نفس نقاط العبور البحري التي تم العمل بها خلال السنة الماضية ووفق الشروط الصحية المحددة، مع التنبيه إلى أنه بالإضافة إلى تحليل PCR الذي أدلوا به لركوب الباخرة، سيخضع الوافدون لتحليل PCR ثان خلال الرحلة توخيا لأقصى درجات السلامة الصحية لهم ولذويهم.