عملية مرحبا 2021 لاستقبال مغاربة المهجر والمحددة وفق ضوابط معينة والتي سيبدأ العمل بها في الخامس عشر من الشهر الجاري وإن فرضت على الوافدين ضرورة قطع البحر المتوسط عبر بلدين، الأول من ميناء سيت الفرنسي والثاني من جنوة الإيطالي، قطعت في المقابل الباب على المهاجرين في العبور من إسبانيا، حيث أنّ ذلك لن يكون متاحا أمامهم. بهذه الشروط، سيكون لزاما أمام المهاجرين المغاربة القاطنين بإسبانيا والراغبين في السفر إلى المغرب، شدّ الرحال إما إلى فرنسا أو إلى إيطاليا من أجل دخول المغرب عبر الرحلات المتاحة انطلاقا من الميناءين المذكورين سلفا.
وإن ألقت وسائل إعلامية إسبانية الضوء الكاشف على هذه النقطة، محذرة مما أسمته خسائر مالية سترخي بظلالها على موانئ الجارة الإسبانية في ارتباط بالجانب الاقتصادي، حيث سيخسر ميناء موتريل الإسباني لوحده أكثر من 20 مليون أورو بعد استبعاد المغرب للموانئ الإسبانية من عملية استقبال الجالية المغربية في أوروبا، هذا الأمر وإن رأيناه بصورة معكوسة سيضع أعباء إضافية على المهاجرين المغاربة القاطنين بإسبانيا الراغبين في زيارة ذويهم بوطنهم الأم.
كم تبلغ الكلفة المالية التي سيتحملها مغاربة إسبانيا من البلد المضيف إلى إيطاليا أو إلى فرنسا قبل الوصول إلى المغرب؟، يبقى هو السؤال المطروح في هذا الإطار لتطل لغة الأرقام بحدة في هذا الجانب.
عملية حسابية لأسعار تذاكر الطيران من إسبانيا إلى فرنسا، تجعلنا نقف عند تفاوت أثمنة الرحلة الواحدة من شركة طيران إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى، قد يصل فيها ثمن التذكرة إلى ألفي أورو ذهابا وإيابا أو أقل من ذلك أو أكثر، غير أنّ الأثمنة وبسبب الوباء أضحت ملتهبة دون تغييب مصاريف إضافية تتعلق برحلة الوصول إلى ميناء سيت الموجود في بلدية فرنسية، علما أنّ الطول الإجمالي للحدود بين فرنسا وإسبانيا يبلغ 656.3 كلم، في حين تتقاطع خمس مقاطعات مع فرنسا في إسبانيا، ويتعلق الأمر بإقليم الباسك ونافارا وهويسكا وييدا وجيرونا، بينما يختلف ثمن الرحلة عبر الطائرة بين إسبانيا وإيطاليا من مدينة إلى أخرى وحسب نوعية الرحلة والشركة المقدّمة للخدمة، إذ أنّ بعض الأسعار تصل إلى ألفي درهم للرحلة ذهابا وإيابا دون احتساب تكاليف إضافية.
وبالوقوف عند ثمن الرحلة من ميناء سيت الفرنسي إلى ميناء طنجة المتوسط ذهابا وإيابا، نجدها تتفاوت فيما بينها، فمنها ما هو محدّد في 2920 يورو أو أقل من ذلك بقليل، الشيء الذي جعل أبناء الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا وعبر تدوينات متفرقة على مواقع التواصل الإجتماعي، تعبّر عن سخطها من إقصاء موانئ إسبانيا من عملية مرحبا لهذه السنة في إشارة منها إلى أنّ ذلك كان متوقعا بعدما أبانت عن فرحتها بمجرد الإعلان عن فتح الرحلات قبل أن تصاب بخيبة أمل بسبب الشروط المقيدة لتحركاتها من أجل السفر إلى المغرب.