بعد أن بشر قناة الجزيرة بعودتها إلى الجزائر لكي تنقل الأخبار في إطار "حرية و جرأة " ، قال و بكثير من السخرية أن وصوله للرئاسة كان بفضل الحراك المبارك، حسب وصف يحمل كل آليات النفاق . هذا الحراك الذي أصبح في رأيه ضعيفا و هشا و لا يجمع إلا بضع مئات . و هنا يتضح أن اللؤم السياسي لا حدود له حينما يتم الهجوم على شعب تتركز مطالبه على مدنية الدولة و الحفاظ على خيراتها . كل هذا و مراسل الجزيرة لا يجرؤ على قول كلمة حق في ما يعيشه الشارع الجزائري من حيوية وطنية إتجاه تلك القوى التي نصبت تبون كرئيس لبلد حكمته،حسب قوله، عصابة منذ سنين. ولأن النسيان نعمة، فلقد نسي تبون أنه كان ضمن تلك العصابة و أنه قبل بمحض إرادته رعاية العسكر لمصالحه و مصالح أسرته التي وقف أعضاء منها أمام المحكمة بتهمة الاتجار في الكوكايين. و بقدرة قادر تراجع القضاء و سحب التهمة بأمر من أولئك الذين لهم حق التعيين في ساكن قصر المرادية بالعاصمة الجزائر . ملايير الدولارات تعد بالمئات سرقت، حسب تبون، من خزينة بلاده خلال السنين الأخيرة. تضخيم الأسعار كلفت الكثير و ضخمت أرصدة مجرمين استولوا على المال العام. أكثر من 30% من ميزانية الدولة الجزائرية ذهبت إلى جيوب عصابة استأثرت بالقرار السياسي و الاقتصادي حسب السيد الرئيس في وقت كان عبد العزيز بو تفليقة مجرد دمية في أيدي لوبيات. و أين كان تبون خلال هذا التدمير و هل سجلت له كلمة صغيرة أو مجرد اعتراض على ما يجري في بلاده. اليوم و بعد أن حمل على أكتاف العسكر أصبح شجاعا. فالعسكر ،بالنسبة لهلوساته، غادر معسكر السياسة منذ سنين و لم يتدخل أبدأ في توزيع غنائم البترول و الغاز و لم يقتحم أبدأ مجال المال و الأعمال و جني ملايير و وضعها في ملاذات ضريبية و غسلها عبر استثماراث عقارية و أخرى. شعب الجزائر يعرف كل شيء عن العصابة و مستوى ثرواتها و عن التعاقد التاريخي بينها و بين القضاء الذي ظل وفيا للأوامر العسكرية. و لأن حبل الكذب قصير فإن تبون سيجد نفسه أمام كثير من الإمتحانات أمام مطالب ملايين المواطنيين التي ستتزايد كل يوم و كل أسبوع. مثقفو الجزائر و صحافيوها و مبدعوها كثيرون و لا يجدون في من يحكمون بلادهم أي التزام إتجاه لحمل أمانة التاريخ. و لأن حبل الكذب سيظل قصيرا فإن الواجب يحتم التذكير بالماضي القريب. نسي تبون أن استقلال الجزائر سجل مساهمة إخوان و أخوات مغاربة بالمال و الدم و الفكر وأن الإستعمار هو من حاول تقسيم المغرب بعد أن ضمن أنه لن يغادر الجزائر. نسي تبون و قبله ضباط تربوا في أحضان فرنسا و خانوا من قاوم الإستعمار و تربعوا على كراسي قيادة البلاد إلى الكساد في كل المجالات. ولقناة الجزيرة واجب لتنوير الرأي العام. ففي الوقت الذي تشهد فيها البلاد حراكا تاريخيا بكل المقاييس ، تأتي قناة الجزائر للإسهام في صياغة خطاب لإضعاف نضال شعب لا يطلب غير عدالة و حرية و رقابة مؤسساتية على موارده. تبون يتقن لغة الخشب و لا تأخذه في قول الكذب أية مشاعر أو إحساس بالندم. وأصبحنا و أصبح الملك لله و لا زال من يقود الشقيقة الجزائر يبحث عن تعطيل التعاون بين شعبين.