اعتبر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أن ما وصفه ب"الحراك الأصلي والمبارك" قد أنقذ الدولة الجزائرية من الذوبان، وانتصر بسلميته، فيما هاجم المسيرات الاحتجاجية الأخيرة، معتبرا أنها مجهولة الهوية، وغير موحدة فكريا. وأكد تبون، في لقاء مع قناة الجزيرة، بث مساء اليوم الثلاثاء، أن 13 مليون جزائري أنقذوا بلادهم، عندما رفضوا التمديد للفترة الرئاسية الرابعة، والذهاب إلى فترة رئاسية خامسة, وقال الرئيس الجزائري إنه لولا الحراك لكانت البلاد وقعت في يد عصابة تستكمل نهب ما لم ينهب بعد، مشيرا إلى أن حالة الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة الصحية، كانت لا تسمح له بالحكم، وحتى أنه لا يقوى على الكلام. وأوضح تبون أن مئات المليارات من الدولارات قد نهبت على مدى سنين طويلة، من قبل عصابة، يقدر عدد أعضائها بنحو 50 شخصا، كانوا هم أصحاب الحل والعقد في البلاد، مشيرا إلى أن الدولة تمكنت من استعادة بعض الأموال المنهوبة، وتحفظت على أموال هؤلاء "السراق"، وتسعى مع الدول الأوربية الصديقة، ودول أخرى إلى استعادة ما تبقى من أموال منهوبة. وشدد تبون على أهمية الدور، الذي أداه الجيش في حماية الحراك الشعبي، وحماية البلاد من الذوبان، والضياع، معربا عن قناعته بأنه لو لم ينجح الحراك السلمي بحماية الجيش من تحقيق أهدافه، فإن البلاد كانت ستذهب إلى طريق العنف، لكن الجيش، الذي "يقدس الدستور" هو الذي عمل على ضمان استقرار البلاد. وزعم تبون أن الجيش لا دخل له في السياسة، والعسكر "طلق" السياسة منذ 15 سنة، وتفرغ لمهامه المهنية، حسب قوله. ورغم استمرار الحراك الشعبي، وتدهور الحالة الاقتصادية، قال تبون إن الوضع في بلاده ليس خطيرا، معتبرا أن "الشعب أصبح واعيا من تراكمات سابقة بأن التغيير يأتي من الداخل"، و أضاف "للي شاف الموت يرضى بالحمى"، حسب وصفه.