مآسي الهجرة الجماعية التي شهدها معبر سبتة خلال الأيام الثلاثة الماضية، لا زالت مستمرة، حيث لفظت أمواج البحر، مساء اليوم الخميس، جثة يرجح أنها تعود لأحد المهاجرين الذين حاولوا الدخول إلى المدينةالمحتلة خلال الأيام الماضية سباحةً. وحلت بشاطئ سبتة المتاخم للحدود مع الفنيدق، عناصر الحرس المدني وفرق الإنقاذ، حيت سيتم نقل الجثة إلى مستودع الأموات في انتظار تحديد هويتها. واليوم الخميس، عاد الهدوء إلى الحدود بين مدينة الفنيدقوسبتةالمحتلة، بعد 3 أيام مضطربة كادت تعصف بالعلاقات بين المغرب وإسبانيا، فيما عاد أزيد من 6 آلاف مهاجر مغربي إلى أرض الوطن، من أصل حوالي 8000 دخلوا إلى المدينةالمحتلة منذ فجر الإثنين المنصرم. https://al3omk.com/wp-content/uploads/2021/05/60a6996cf16d9.mp4
ومساء أمس الأربعاء، اندلعت مواجهات عنيفة بمدينة الفنيدق، بين مئات من الشبان والقاصرين الراغبين في الوصول إلى سبتةالمحتلة، وبين أجهزة الأمن المغربية، قرب الحدود مع سبتة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الجانبين، وتكسير عدد من السيارات. غير أن الوضع تغير صباح اليوم وعاد إلى طبيعته مع تواجد كبير لأجهزة الأمن بالمنطقة، فيما لم يتبقى سوى عدد قليل من المرشحين للهجرة نحو سبتة، فيما تعمل السلطات المحلية على توفير وسائل نقل وحافلات لإعادة الشبان والقاصرين إلى مدنهم. اقرأ أيضا: حشود ومطاردات واقتحام للحدود.. "العمق" تنقل مشاهد من معبر سبتة (فيديوهات وصور) ووفق أرقام وزارة الداخلية الإسبانية، فإن ما مجموعه 6000 مهاجر من أصل حوالي 8000 دخلوا سبتة منذ يوم الاثنين الماضي، عادوا إلى المغرب خلال 48 ساعة فقط، أغلبهم عاد بشكل طوعي. ولا تزال عناصر الحرس المدني والشرطة الوطنية والوحدات العسكرية الإسبانية منتشرة في الشاطئ المتاخم للحدود مع الفنيدق، تحسبا لأي محاولات أخرى لدخول سبتة، في حين تواصل قوات الأمن والقوات المساعدة بالمغرب عملياتها على الحدود لإبعاد المهاجرين. وبخصوص القاصرين الذين يفوق عددهم 1500 شخص، أفادت السلطات الإسبانية بسبتة بأنها شرعت في نقلهم من المستودعات التجارية بترخال إلى مراكز متفرقة بالمدينة، فيما تدرس السلطات إمكانية نقلهم إلى مراكز داخل التراب الإسباني. في غضون ذلك، أطلقت السلطات الإسبانية رقما للطوارئ مخصص للعائلات المغربية التي تبحث عن أطفالها القاصرين الذين دخلوا إلى سبتة بمفردهم، وذلك على رقم الهاتف 956.51.24.13، فيما لا يزال عدد منهم يتجولون في شوارع المدينة. وترى إسبانيا أن ملف القاصرين الذين دخلوا إلى سبتة، من الملفات الشائكة، إذ لا يسمح القانون الأوروبي بإعادة القاصرين غير المصحوبين بذويهم إلى بلادهم، وهو ما يثير نقاشا واسعا بإسبانيا، في ظل عدم قدرة سبتة على إيواء تلك الأعداد الكبيرة من القاصرين المغاربة.