بطريقة استعراضية مثيرة، جحافل من القاصرين يدخلون سبتةالمحتلة عبر البحر، حيث لقي فيها شخص مصرعه غرقا، وترحيب مشبوه للسلطات الأمنية الإسبانية بالمهاجرين غير الشرعيين شهدت الفنيدق المحاذية لمدينة سبتةالمحتلة والتابعة لعمالة المضيقالفنيدق يوم الاثنين 17 ماي الجاري ، توافد أمواج بشرية تعد بالمئات من بينهم نساء و قاصرين و عائلات بأكملها في اتجاه مدينة سبتةالمحتلة ، في سابقة خطيرة من نوعها و مثيرة لم تشهدها المنطقة من قبل و معها المدينةالمحتلة ، و الغريب في الأمر هو غياب القوات الأمنية المغربية المكلفة بحراسة مختلف منافذ العبور و الترحيب المبيت و الحذر التي تعاملت به السلطات الأمنية الإسبانية مع الحالة بنوع من الرحمة و الترقب الشديد بفعل قلة الحرس المدني الإسباني و تدفق الألاف من المهاجرين إلى المدينةالمحتلة و عدم قدرته على احتواء الحالة بفعل ضعف التعزيزات الأمنية ، مما جعل سلطات المدينةالمحتلة تفتح الأبواب البرية و البحرية للمدينة المحتلة على مصرعيها للمهاجرين العلنيين بطريقة استعراضية مفضوحة ، حيث تمكن المئات بل الألاف من دخول المدينة بعد اجتياز السياج الحدودي الفاصل بين الفنيدقوسبتة من جانب البحر، والسياج الفاصل بين بليونش وسبتة، فيما تمكن حواي 3000 مهاجر من الوصول سباحةً وعلى متن قوارب مطاطية، ناسجه بذلك مسرحية هزلية أبطالها شباب مغلوب على أمرهم و متعطشين للشغل الذي افتقدوه داخل وطنهم بفعل السياسة الحكومية الفاشلة... ، هذه المسرحية الدرامية راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر لقي حتفه غرقا، أثناء محاولته اليائسة للوصول سباحة إلى مدينة سبتةالمحتلة انطلاقا من شاطئ الفنيدق في هذه الهجرة الجماعية ، التي ستنتهي بالفعل بعد اصطفاف المهاجرين أو بالأحرى الغاضبين في اتجاه العودة إلى بلدهم المغرب ،ليسقط بذلك قناع الرحمة و يتبخر حلم الوصول إلى الفردوس المفقود ...، و من جهة أخرى يظهر بالملموس الدور الفعال و المحوري للسلطات الأمنية المغربية في لعب دور الدركي من خلال محاصرة الألاف من المهاجرين غير الشرعيين منهم المغاربة و القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء على أساس العبور إلى المدينةالمحتلة كمحطة أخيرة قبل انطلاقهم في اتجاه الدوال الأوروبية ...
وفي هذا الإطار ، أفادت وسائل إعلام إسبانية ، أن رئيس حكومة سبتة ، خوان فيفاس، من المرتقب أن يعود إلى المدينةالمحتلة بعد أن كان في زيارته إلى مدينة إشبيلية للمشاركة في مؤتمر هناك، و ذلك للوقوف على الوضع بنفسه ، فيما دعا وفد من حكومته إلى اجتماع طارئ مساء اليوم الاثنين للحسم في الإجراءات التي يجب اتخاذها... و حسب نفس المصدر ، يحوم حاليا شكوك في وزارة الشؤون الخارجية و الاتحاد الأوروبي ، على أن المغرب قد رفع يده عن ملف الهجرة السرية وقرر السماح بمغادرة المهاجرين إلى إسبانيا كوسيلة للضغط على مدريد ، و ذلك في ظل الأزمة الدبلوماسية بين الرباط و مدريد المفتوحة على المجهول ...
لتبقى هذه التدفقات البشرية ، هي إشارة واضحة لحكومة مدريد ، التي تسيئ لحسن الجوار بين المغرب و إسبانيا و تتجاهل دور المغرب في المحافظة على أمنها و استقرارها ، لتعيد فيها حساباتها من جديد...