في جديد أعمالها الفنية كشكول غنائي بعنوان" أيواد Aywad"2021 تقتنع إلى حد الإيمان مجموعة إمديازن –إخوان الحنصالي- بفلسفة "بوبرPopper"؛ حيث ابتعدت عما أسماه هذا الأخير ب"أنا وهذا الشيء I-it relationship " وركزت على مفهوم "أنا والآخر"، واعتبرت المجموعة، التي تأسست فعليا سنة 2001 بمدينة إمنتانوت، أن التعامل مع الجمهور واجب والحفاظ على أثاث البيت الثقافي الأمازيغي من أسمى الغايات، باعتبار كل ذلك هو "الآخر" فعلا الذي تحدث عنه "بوبر"، محترمة إنسانية الفرد/الجمهور ومتفاعلة معه في نسق ثقافي واحد دون تعال أو نفور.. كي لا تسقط في فخ العولمة الموسيقية تحت حجة التجديد والتطوير المجانيين اللذان تفضي إنتاجاتهما الفنية إلى الكساد الروحي أو بلغة Robert Nisbet تؤيدي إلى ضعف الهمم Acedia. من ثمة أبدعت مجموعة إمديازن بقيادة الفنان جمال الحنصالي وأخيه الموسيقار عبد الرحيم الحنصالي والشاعر الأب الروحي للمجموعة محمد الحنصالي، وأطلقت العنان لأغنية بعنوان: أيواد AYWAD مزخرفة بأغان متنوعة من حيث الصور الشعرية التي رصعت بها القصائد والألحان المستوحاة من عبق التاريخ الفني الأمازيغي والإيقاعات التي تورط المستمع في لحظة رقص مفعمة بالفرح والبهجة. أغنية أيواد AYWAD دعوة للسفر إلى أجواء العرس الجبلي الذي افتقده الجمهور في ظل أزمة كوفيد 19 ، فاستطاعت هذه الأغنية البسيطة من حيث الشكل العميقة من حيث المضمون أن تنتصر على السكون المظلم الذي لف كيان الإنسان المغربي وجعلت من الفرح عنوانا صارخا في قلب القرح الذي سببه هذا الانقطاع المفاجئ لتيار الحفلات الغنائية والمهرجانات الموسيقية.. لعل سر نجاح أغاني مجموعة إمديازن، بصرف النظر عن عذوبة الألحان وجمالية الأداء الصوتي لأفرادها، يبقى هو ارتباطهم كإخوة بالأرض والوطن ووفائهم لأسلوب نظام المجموعات الغنائية وحفاظهم على رنة الموسيقى الأمازيغية الأصيلة المتجسدة في المقام الخماسي، فضلا عن قوة الشعر واختيار المواضيع التي يعيشها الفرد في مجتمعه الحقيقي بلغة قريبة منه غير مفبركة ولا مترجمة حرفيا من لغة غريبة عنه، تستثير مخيلته السمعية ليفهم القطعة الموسيقية بكل أمان وطمأنينة.