قال البروفيسور، عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية لكورونا، إن المغرب ربح التحدي بالحفاظ على الوضعية الوبائية شبه المستقرة رغم الحركية التي يعرفها شهر رمضان، نتيجة الإجراءات التي اتخذتها السلطات. الإبراهيمي، وفي تدوينة عنونها ب"اجتهادات شخصية على طريق العودة إلى "الحياة الطبيعية"…، أشار إلى أن دولا مجاورة تدخل الحجر الصحي، في حين أن المغرب ربح التحدي وحافظ على وضعيته الوبائية الشبه المستقرة رغم الحركية التي يعرفها رمضان. وأضاف العضو باللجنة العلمية، قائلا: "هنا يجب أن نشكر جميع المغاربة ورغم الإكراهات المختلفة لكل مواطن والذين تحملوا بعض القرارات الصعبة والتي أبانت عن صوابها اليوم فكلنا أبطال". وردا على من يتسائلون عن موعد العودة إلى الحياة الطبيعية؟ قال الإبراهيمي، "بصراحة جارحة عن أي حياة طبيعية نتحدث؟ فالازدحام الذر رأيناه هذه الأيام في درب عمر والخبازات… وحتى في الأسواق الممتازة… لم تره عيني قط و بطبيعة الحال بدون كمامات". وزاد، أن "الواقع المغربي اليومي يقول بأن الكثيرين منا عادوا و منذ مدة إلى حياتهم الطبيعية، فربما هم يتساءلون عن العودة إلى الحياة الطبيعية الليلية، وهذا كذلك سؤال منطقي، أما النهار فقليلة هي الأمور التي عليها قيود و يتمنى كثير من مواطني العالم الاستفادة من هذه الحرية المغربية". وذكر الإبراهيمي ببعض مؤشرات الوضعية المغربية في مواجهة الوباء والتي على أساسها اقترح تخفيف بعض الإجراءات و القيود بعد نهاية رمضان، حيث أشار إلى استقرار العدد الأسبوعي للوفيات و المرضى في وضعية حرجة مما أدى إلى تخفيف الضغط على منظومتنا الصحية والذي يبقى الهاجس الأكبر في مواجهة هذه الجائحة. وسجل البروفيسور المغربي، تراجع معدل انتقال العدوى وكسر وتيرة الموجة التي كانت منتظرة بفضل الإجراءات الرمضانية، وأيضا- تسريع وتيرة التلقيح وخاصة بوصول ملايين الجرعات بين الأسبوع الفائت والتي ستصل بحر الأسبوع المقبل من سنوفارم ومن خلال مبادرة الكوفاكس. وشدد الإبراهيمي على أنه "مع استمرار الحالة الوبائية في شبه استقرار للأرقام والبيانات وتمكننا من تسريع عملية التلقيح، نكون قد وطدنا مكاسبنا من الناحية العملية، ويمكن أن نجازف ونبدأ بتخفيف بعض الإجراءات". ويرى عضو اللجنة العلمية، أنه بالإمكان وفق مقاربة "تدرجية في الزمان و المكان"، فتح المساجد لجميع الصلوات وقراءة الورد القرآني اليومي وللدروس الدينية ومحو الأمية لتلعب المساجد دورها المجتمعي الكامل، وفتح المقاهي والمطاعم لمدة زمنية أطول عسى أن تستعيد كثيرا من عافيتها. وبحسب المصدر ذاته، فيمكن أيضا السماح بالتجمعات في الهواء الطلق، وبالتجمعات بأعداد معقولة داخل الأماكن المغلقة، ورفع قيود التنقل داخل و بين الجهات الخضراء، وتمكين المغاربة العالقين من العودة للمغرب طبقا للإجراءات المنشورة والتي تؤكد على التشخيص الصارم لجميع الوافدين من خلال التحليلات السريعة بالمطارات. وأكد أن "نجاح هذه العملية مهم جدا لأنه سيمكننا من التعرف على نجاعة هذه المقاربة على أمل تعميمها لاستقبال مغاربة العالم و السياح الأجانب في مرحلة ثانية بصراحة لا يمكن أن تبقى حدودنا مغلقة إلى ما لا نهاية ولاسيما أن الدول الأوروبية ستبدأ بفتحها وسنفقد من تنافسيتنا السياحية و نحن و الحمد لله في وضعية وبائية أفضل منهم". وعبر الإبراهيمي عن أمله في أن "نصل إلى بداية الصيف ونحن في حالة وبائية وعملية تمكننا بحوله وقوته من الخروج ولو الجزئي من الأزمة، وكما قلت سابقا فهدفنا الزمني إن شاء الله، "العيد الكبير" من أجل الأضحى وضحى مغرب جديد… وإذا أردنا أن نجازف في تلك المرحلة في قرار جماعي مسؤول… فلنفعل مع تحمل مسؤولياتنا الفردية والمؤسساتية".