جرى، الأحد، بمدينة إفران، تأسيس مركز ابن خلدون لدراسات الهجرة، وذلك في ختام أشغال الدورة الأولى من ربيع العلوم الاجتماعية المنظم من طرف كلية الإنسانيات والعلوم الإنسانية بجامعة الأخوين وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج بحضور ثلة من السوسيولوجيين وأساتذة العلوم الإنسانية بالجامعات المغربية. ونوه الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف بأشغال هذا الملتقى العلمي الذي احتضن مجموعة من الورشات والندوات ناقشت عددا من القضايا والإشكاليات المطروحة على العلوم الاجتماعية وبخاصة حول الهجرة، مشيدا كذلك بالشراكة التي تمت في إطار الدورة الأولى لملتقى ربيع العلوم الاجتماعية بين مجلس الجالية المغربية بالخارج وجامعة الأخوين من أجل إنشاء مركز ابن خلدون لدراسة الهجرة. واعتبر بوشوف ميلا هذا المركز تشريفا باعتبارها مبادرة رائدة في اتجاه تحويل الهجرة إلى موضوع للبحث والدراسة من طرف الذات، قطعا مع المقاربات التي تعتمد وتستند إلى الدراسات من الخارج، مضيفا أنه تكليف أيضا لأنها مسؤولية جسيمة تتطلب إمكانات بشرية خاصة وتستدعي جهدا واجتهادا غير عادي لاستنهاض الهمم ورفع التحدي من أجل ابتكار أدوات ومناهج تتحول معه الذات إلى موضوع. وفي هذا الإطار أضاف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن الهجرة لا تعبر فقط عن أزمة بل هي أيضا فرصة، سواء بالنسبة للبلد المستقبل بتجديد دورته الدموية (سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا…) وإغناء التنوع، أو بالنسبة للبلد الأصل باكتساب خبرات وتجارب جديدة وبتحصيل معارف وقيم من شأنها الإسهام في استنهاض مقومات هذه البلدان اقتصاديا وسياسيا وعلميا. وشدد على ضرورة مرافقتها بالبحث العلمي من أجل أنسنتها. وأشار الأمين العام لمجلس الجالية، إلى عالم الهجرة بالنسبة للعلوم الاجتماعية هو أحد المداخل الرئيسية إلى ربيع حقيقي بما يوفره من قضايا وإشكاليات بإمكانها الإسهام في إحداث ثورة داخل هذه العلوم على مستوى التصور والأفق والمنهج. ودعا المتحدث، إلى خلق نهضة علمية وبحثية حقيقية للانخراط في هذه الدينامية الحيوية غير مسبوقة سواء في بلدان الإقامة بتمكين جالياتنا من أدوات المرافعة عن حقوقها والنضال من أجل ترسيخ قيم التعدد والمواطنة والتعارف، أو في بلدان الأصل بتوعيتها بالقيمة الإستراتيجية ل"لجالية" في مشاريع النهوض والتنمية. من جهة أخرى دعا عبد الله بوصوف الباحث العلمي إلى الانخراط في النقاش العمومي والتدافع الثقافي، وذلك بجعل البحث رافعة للتنمية وقاطرة للتحولات المجتمعية.