جرى، اليوم الجمعة، التوقيع على اتفاقيتي شراكة، الأولى بين مجلس الجالية المغربية بالخارج وجامعة الأخوين لإنشاء مركز ابن خلدون للهجرة بجامعة الأخوين؛ بينما تخص الاتفاقية الثانية الموقعة بين كل من مجلس الجالية المغربية بالخارج وجامعة الأخوين وكلية الأداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تحويل ملتقى ربيع العلوم الاجتماعية إلى موعد سنوي وتأمن استمراريته. وبحسب بلاغ تتوفر "العمق" على نسخة منه، فقد جرى ذلك اليوم الجمعة، بجامعة الأخوين بإفران، على هامش الدورة الأولى لربيع العلوم الاجتماعية التي نظمتها كلية الإنسانيات والعلوم الإنسانية بجامعة الأخوين وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج. وفي كلمته الافتتاحية لهذا الملتقى أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، أن حضور مجلس الجالية في هذا اللقاء ينبع من الأهمية التي يوليها المجلس للبحث العلمي في العلوم الاجتماعية، بالنظر لدورها المحوري في بلورة السياسات العمومية انطلاقا من التحولات التي عرفتها الجالية. وأضاف أنه لا يمكن وضع سياسة عمومية ناجعة دون الوقوف على هذه التطورات في مجال الهجرة عبر دراسات سوسيولوحية ميدانية، مبرزا اهتمام مجلس الجالية المغربية بتوفير المعرفة العلمية منذ تأسيسه، وهو ما تعكسه منشوراته حول قضايا الهجرة ومغاربة العالم والتي يضعها رهن إشارة الباحثين. وأكد الأمين العام لمجلس الجالية، أن "المجلس اعتمد مقاربة تشاركية تشرك الجامعة في البحث حول اشكاليات الهجرة، وقد أبرمنا عدة اتفاقيات مع جامعات مغربية وبعض الجامعات الأوروبية من أجل تعزيز البحث حول الهجرة". وأشار الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إلى أن دستور 2011 رفع السقف عاليا فيما يتعلق بالجالية المغربية بالخارج وخصص لها أربعة فصول في إطار الاستجابة لتطلعاتهم. وأبرز أن العمل الحكومي الذي عقب هذا الدستور لم يرقى إلى هذه التطلعات عبر سياسات عمومية تنزل المضامين الدستورية، مرجعا هذا التقابل إلى غياب معرفة علمية حقيقية لدى الفاعل الحكومي حول الجالية المغربية بالخارج. وفي هذا السياق تفاعل الدكتور بوصوف مع الإشكالية التي طرحها التوقيع على اتفاقية التبادل الآلي للمعلومات البنكية مع الدول المنخرطة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، واعتبر على أن الحكومة ربما لا تعرف الوقع الذي ستتركه هذه الاتفاقية على الجالية وعلى المجتمع، لأنها قبل الشروع في إبرامها لم تقم على الأقل بدراسة أثرها ووقعها على المجتمع وعلى الجالية المغربية بالخارج، وهو الأمر الذي يتطلب دراسة سوسيولوجية ولا يمكن فهمه انطلاقا من الانطباعات الشخصية. وشهدت الجلسة الافتتاحية إلقاء الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي إدريس أوعويشة مداخلة عبر تقنية الفيديو أكد فيها على أن الوزارة التي يشرف عليها تضع مسألة الاستثمار في العلوم الاجتماعية كأولوية استراتيجية. ودعا أوعويشة إلى جعل هذا الملتقى ملتقى دوليا يهتم بالعلوم الاجتماعية من مختلف الجامعات لتحقيق الاشعاع للوطن وللباحثين مزيد من التفاعل مع تجارب الآخرين. وفي نفس الاتجاه ذهبت كلمة رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط والتي ألقاها بالنيابة نائب الرئيس الدكتور والذي عبر عن طموح الجامعة في إعطاء البعد الدولي لهذا الملتقى ليواكب مغاربة العالم المهتمين بالسوسيولوجيا بهدف تبادل الخبرات مع الأساتذة الباحثين في الجامعات المغربية. أما رئيس جامعة الأخوين أمين بنسعيد، فقد تطرق في مداخلته إلى مركزية العلوم الاجتماعية في إعداد السياسات العمومية بالإضافة إلى مساعدة الباحثين في العلوم الأخرى على البحث والابتكار، مما يجعل من هذه العلوم حاضرة بمنهجيتها وتطبيقاتها في جميع تخصصات جامعة الأخوين. وكشف بنسعيد عن توجه جامعة الأخوين لجعل مدينة آفران مدينة جامعية ذكية تضع المواطن في قلب تطورها، مما يجعل من البديهي أن تحتل العلوم الاجتماعية الصدارة في هذا التوجه. من جهة أخرى ركز عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في مداخلته في هذه الجلسة الافتتاحية على الحاجة إلى سياسات عمومية مندمجة مع البحث العلمي، وهو ما يجسده بالضبط ربيع العلوم الاجتماعية، واصفا إياه بالمشروع العلمي الواعد لتطوير مقارباتنا وآفاق اشتغالنا لنكون في مواجهة التحديات المستقبلية. وهو الهدف الذي يتشاطره أيضا الدكتور عبد الكريم مرزوق عميد كلية الإنسانيات والعلوم الانسانية بجامعة الأخوين، الذي شدد في كلمته في نفس الجلسة على أن هذا الملتقى لا يسعى فقط إلى تقديم مذكرات وتبادل آراء فقط، ولكن أيضا تقديم رؤية للخروج بمشاريع أبحاث لتقوية حضور العلوم الاجتماعية في صناعة التنمية؛ وبالتالي فربيع العلوم الاجتماعية هو بمثابة قوة اقتراحية لمرافقة التحولات المجتمعية وتدبيرها بشكل أفضل.