اعتبر الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، أن هوية المغرب الكبير لا يمكن لأحد أن يقول إنه يمثلها حصرا، بل إنه لا يمكن الحديث عن هوية مغاربية دون الحديث عن أربعة أطراف؛ ويتعلق الأمر بالهوية الأمازيغية والعربية والإفريقية والمتوسطية، مشددا على أنه دون الاعتراف بهذه الهوية الرباعية لا يمكن الحديث عن اندماج مغاربي. وشدد المرزوقي الذي يتحدث، السبت، في ندوة نظمتها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بطنجة، تحت عنوان: "منارات المتوسط: فرص للاندماج في بحر التحديات"، على أن المسألة لا تتعلق بتقبل أي طرف للآخر، بل هي أن هناك واقع جغرافيا وتاريخيا يؤكد أن المغرب الكبير هو منطقة متوسطية منذ ألفين سنة. وأبرز المرزوقي أن الذي من المفروض أن يسرّع عملية الاندماج هو الفاعل السياسي، غير أن الأخير هو الذي يقف حجرة عثرة أمام الاندماج وهو يلعب دورا سلبيا في الموضوع، مؤكد أنه يحول دون تحقيق الاندماج بين شعوب المنطقة، رغم أن الاندماج هو حاصل فعلا وواقعا، إلا أن الفاعل السياسي يعطل تحقيقه بالشكل المطلوب. وأكد الرئيس التونسي الأسبق، أن الفاعل السياسي كان ينبغي أن يلعب دورا ايجابيا في تحقيق هذا الاندماج، غير أنه في الوقت الراهن يلعب دورا سلبيا، مشددا على أن الاندماج هو واقع حاصل لا يمكن لأحد أن يمنعه، وذلك لأن شعوب المنطقة المغاربية تربطهم علاقات عائلية وتاريخية، مبرزا أن النخب يجب أن تلعب دورا أساسيا في قطع الطريق أمام الفعل السلبي للفاعل السياسي.