لا زالت تداعيات فيضانات تطوان تكشف عن مدى الأضرار التي لحقت بالمدينة ومرافقها العامة والخاصة، فإلى جانب المنازل والمحالات والمقاهي والمدارس والشوارع، أخذت الأسواق نصيبها من الأضرار، خاصة تلك الواقعة بالأحياء الشعبية الأكثر تضررا، وعلى رأسها سوق "الباريو الجديد" بحي كدية الحمد. وعاينت جريدة "العمق" التي قامت بجولة في السوق المذكور، حجم الأضرار التي لحقت فضاءاته، إذ تسببت السيول في إتلاف مختلف السلع التي كانت معروضة في السوق يوم الإثنين، وسقوط عدد من الدعامات المشكلة لمحلات البيع، وانهيار جزئي لسور السوق، وسط أوحال كثيرة. وبعد يومين من الفيضانات، شرع عمال الإنعاش الوطني إلى جانب العاملين في السوق في إزاحة الأوحال والأتربة التي غطت هذا المرفق، فيما عبر عدد من البائعين عن أسفهم الشديد لعدم الاهتمام بهم من طرف السلطات، داعين إلى اتخاذ خطوات تخفف عنهم معاناة الخسائر التي تكبدوها. عبد السلام أمصمود، رئيس سوق "الباريو الجديد" بتطوان، أوضح أن سيول يوم الإثنين كانت قوية جدا وغمرت السوق كاملا وجرفت كل محتوياته من خضار وفواكه وملابس وكتب، لافتا إلى أن الأضرار المادية كانت جسيمة جدا، حيث تحول السوق إلى ما يشبه شلالا مائيا، على حد وصفه. وقال أمصمود في تصريح لجريدة "العمق": "كنا نتوقع هطول أمطار غزيرة، لكن لم نكن نتوقعها بهذا الحجم الذي فاجأنا، فتطوان لم تشهد هذه الفيضانات من قبل، ونحمد الله أنه لم يكن في السوق عدد كبير من البائعين والمتسوقين أثناء تسرب السيول إلى داخله". وأشار المتحدث إلى أن أشغال التنظيف وإزاحة الأضرار بدأت منذ أمس الخميس بتدخل عمال الإنعاش الوطني، لافتا إلى أن السوق ينتظر الكثير من الإصلاحات، مضيفا: "البائعون هنا ينتمون لفئات هشة وفقيرة جدا، وهم في حاجة ماسة إلى المساعدة". وعاشت مدينة تطوان، يوم الإثنين المنصرم، يوما عصيبا بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الحمامة البيضاء دون توقف منذ الساعات الأولى من الفجر وإلى غاية العصر، مخلفة خسائر مادية بمختلف أحياء وشوارع المدينة. وتسربت مياه الأمطار إلى عدد من المدارس والمنازل والمحلات وأقبية المباني، وغمرت مجموعة من السيارات، كما سقطت جدران مؤسسات عمومية، من ضمنها سور مدرسة تعليمية وسور مبنى تابع لمقاطعة سابقا، فيما نجى عدد من المواطنين من الموت بعدما جرفتهم السيول. ووفق المعطيات الرسمية التي أعلنت عنها عمالة تطوان، فإن مياه الأمطار تسربت إلى ما يناهز 275 منزلا بمجموعة من أحياء المدينة، فيما جرفت التدفقات الفيضانية 11 سيارة خفيفة. وقالت العمالة إن التساقطات المطرية التي بلغت 100 ملم، ما بين السابعة صباحا والرابعة بعد الزوال، أدت إلى ارتفاع منسوب بعض المجاري المائية وتسجيل فيضانات بمجموعة من قنوات الصرف، نجمت عنها العديد من الخسائر المادية، ودون أن تخلف أي إصابات بشرية.