كشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أمس الجمعة، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد إغلاق معتقل غوانتانامو قبل انتهاء ولايته. وبذلك يعيد بايدن إحياء وعد كان تعه د به الرئيس الأسبق باراك أوباما خلال حملته الانتخابية لكنه لم يتمكن من الوفاء به لعدم وجود تسوية مع الكونغرس. وقالت ساكي ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول إغلاق محتمل لمعتقل غوانتانامو خلال فترة حكم بايدن: "هذا بالتأكيد هدفنا ونيتنا". وأضافت ساكي: "لذا بدأنا عملية مع مجلس الأمن القومي (…) للعمل مع مختلف الوكالات الفدرالية وتقييم الوضع الحالي (…) الذي ورثناه عن الإدارة السابقة". ويضم السجن معتقلي الحرب الأميركية على الإرهاب، وبينهم شخصيات بارزة في تنظيم (القاعدة) والعقل المدبر المزعوم وراء هجمات 11 شتنبر 2001، خالد شيخ محمد. ويضم معتقل غوانتانامو حاليا نحو أربعين سجينا، يعتبر 26 منهم خطرين إلى درجة لا تسمح بالإفراج عنهم، وتتأخر الإجراءات القانونية بسبب تعقيد ملفاتهم. وكان الجيش الأمريكي قد استحدث معتقل غوانتانامو في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في غمرة الحرب على الإرهاب التي شنها الرئيس الجمهوري إثر هجمات 11 سبتمبر 2001. ومر على هذا المعتقل منذ افتتاحه في 2002 في قاعدة أمريكية في خليج غوانتانامو في كوبا، 800 شخص أوقفوا بتهم تتعلق بالإرهاب. وخلال حملته الرئاسية لعام 2016 عبر الرئيس السابق دونالد ترامب عن نيته الإبقاء على معتقل غوانتانامو مفتوحا و"جعله مليئا بالأشرار". وكان أوباما قد تعهد بإغلاق المعتقل الشهير عندما رشح نفسه للرئاسة للمرة الأولى عام 2008، وقال إن غوانتانامو سيغلق خلال عام واحد من دخوله البيت الأبيض، ولكنه لم يفلح في تنفيذ أحد أهم وعوده. ويعتبر هذا السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية، وذلك في أقصى جنوب شرق كوبا، ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول إن معتقل غوانتانامو الأمريكي يمثل "همجية هذا العصر". ويعتبر مراقبون أن معتقل غوانتانامو تنعدم فيه جميع القيم الإنسانية والأخلاق البشرية، وتتم فيه معاملة المعتقلين بقساوة شديدة، مما دفع عددا من المنظمات الحقوقية الدولية إلى استنكاره والمطالبة بوضع حد لهذه المعاناة وإغلاق المعتقل بشكل تام.