عندما تأخرت في النوم هذا الصباح كنت أريد تأجيل تحملي لمسؤولية اليوم الجديد!! لكن أحلامي في الليلة السابقة لم تصمد كثيرا أمام أول خطوة خطوتها،فقد تعثرت رجلي في حفرة كبيرة على الجانب الأيمن من الطريق التي أسلكها يوميا قاصدا مقر عملي. وبما أنني أدمنت التلفزيون منذ وقت طويل-ربما لأنني أتمسك بعالم الطفولة ولا أود أن أكبر، فأنا أعتقد أن الطفل أكثر صور الإنسان جدية!! فهؤلاء الكبار لا يكفون عن الهزل- فيمكن أن أقول بكل اطمئنان أن منسوب الحقيقة الذي يقذف في وجوهنا عبر التلفزيون ظل سقفه دائما قصير القامة، فاستعنا بالحلم على أمل أن نساعد التلفزيون في أداء واجبه، ومع ذلك لا يصمد الحلم كثيرا كلما أرغمتنا لقمة العيش على الخروج إلى الشارع!! فما يحدث حولنا في العالم صار أكثر قسوة، والأمر يفرض على سواد الناس القلق على وجودهم اليوم المرتبط بالخبز والزيت والسكر……!!وبعدها بمسافة وباء كورونا. وإذا تأملنا المثل الذي يقول" إذا وقع الإنسان في حفرة، فإن أول شيء يجب أن يقوم به هو التوقف عن الحفر" فإننا نحد صعوبة في فهم هؤلاء الذي يتكلمون أو يكتبون في الهواء الطلق ولا يرون ما يحدث حولهم. وما دام الحلم مازال قلعة حصينة، فقد جربنا أن نحلم مع الحكومة، لكن أحلامنا تنتهي إلى كوابيس!وبالتالي فشرعية أي سلطة تنفيذية يحددها الإنجاز. أما الوجبات التلفزيونية السريعة وكنس المشاكل تحت السجاد لن يحلها.فنحن نعيش هنا منذ ولدنا،ولم نخرج من الحائط للتو!!فالشارع ليس خرافة،بل هو موجود ،فافتحوا كل العيون على المقاهي والأزقة المنسية تجدون الحقيقة، صحيح أن النخبة موجودة وهامة لكن الشارع أمر آخر تماما.فمتى تكف وسائل إعلامنا عن لعب دور"مؤسسة السر" وتنعت كل من يطرح الأسئلة بأنه سيئ النية!! إن شعورا بعدم الارتياح يعم الجميع مما يقال لنا عبر التلفزيون،حتى أننا لم نعد نداعب بعضنا البعض بكذبة أبريل،لأننا أصبحنا نكذب طول السنة!!بينما في المجتمعات الصريحة تكفي كذبة واحدة لكي تطيح برجل الدولة وتفقده مستقبله السياسي. أما عندنا فمن السهل أن يطل علينا أي مسؤول تنفيذي عبر التلفزيون ويكذب علينا بالكلام وبكثير من الأرقام،وفي أحسن الأحوال يلجأ إلى تبرير الخطأ بدل الاعتراف به !! يبدو بوضوح أننا مخلصون لفوضانا لذلك فلا غرابة أننا نشبه أنفسنا!!