شكلت إقالة الإطار الوطني بادو الزاكي من تدريب المنتخب المغربي، الحدث الأبرز في الساحة الوطنية خلال الأسبوع الماضي، خاصة أنها جاءت عقب ترويج "إشاعة" خلال عقد الجامعة للجمع العام السنوي بقصر المؤتمرات بالصخيرات الثلاثاء الماضي، والذي عرف عدم كشف تفاصيل الحصيلة المالية للجامعة التي فاقت 85 مليارا دون تحقيق نتائج ملموسة على الصعيد القاري. بينما كانت نتائج المدرب بادو الزاكي هي نقطة الضوء الوحيدة في حصيلة التقرير الأدبي للجامعة لسنة 2015، بعدما وصل لدور المجموعات المؤهل إلى مونديال روسيا 2018، ثم حقق للمركز الأول في المجموعة السادسة، مناصفة مع منتخب الرأس الأخضر في التصفيات الافريقية المؤهلة إلى الغابون 2017. فيما كانت بقية نتائج المنتخبات الوطنية الأخرى في عهد لقجع، مخيبة للآمال سواءا للمنتخب المحلي والمنتخب الأولمبي والمنتخب النسوي ومنتخب الفتيان، ثم الشباب. فطريقة إقالة الزاكي من المنتخب الوطني كانت غريبة ومفاجئة للجمهور المغربي وللرأي العام، حيث لم يكن من المتوقع أن تصبح الإشاعة التي انتشرت قبل الجمع العام، حقيقة يوم الأربعاء الماضي بقرار رسمي من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي نفى رئيسها فوزي لقجع أمام جميع المغاربة على شاشة التلفاز، خبر إقالة بادو الزاكي من المنتخب المغربي، وأكد في تصريحات للقناة الأولى والثانية أن إبعاد الزاكي مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة. قرار الجامعة ضد الزاكي، كان قرارا موجها لجميع المدربين المغاربة، وإهانة في حق الأطر المغربية، بعدما كان يظن الجميع أن الجامعة الحالية سترد الإعتبار للإطار الوطني، إلا أنها ضربت إلتزامتها السابقة بمنح الفرصة للأطر الوطنية المحلية بعرض الحائط، وعادت من جديد لعقدة المدرب الأجنبي رغم فشل العديد منهم مع الفريق الوطني في السنوات الماضية. سيناريو عويطة ماحدث للزاكي من قبل الجامعة، هو سيناريو سابق حصل مع المدرب الوطني والأسطورة سعيد عويطة، الذي أقيل من منصبه بالإدارة التقنية الوطنية لألعاب القوى، بسبب رفض طريقة عمله مع المدربين وبعض العدائين، حيث كان عويطة صارما في مواعيد الحصص التدريبية، والتربصات وتطبيق البرامج التدريبية، سواء بالنسبة لعدائي المسافات القصيرة والطويلة. إبعاد عويطة من تسيير ألعاب القوى الوطنية، ترك فراغا كبيرا وسط رياضة أم الألعاب، حيث لم تتمكن الجامعة الملكية لألعاب القوى إلى يومنا هذا من تكوين وإنتاج أبطال عالميين، إذ مازالت تعيش مسلسل الإخفاقات في البطولات العالمية والأولمبية، بسبب غياب الخلف منذ اعتزال الكروج وبولامي وبيدوان. مما جعل ألعاب القوى تفقد شعبيتها المحلية لدى المغاربة. حصيلة الزاكي لقد كان بادو الزاكي يسير في الاتجاه الصحيح، محققا حصيلة مقبولة وإيجابية رفقة المنتخب الوطني حسب التقنيين والمتتبعين، على صعيد المباريات الرسمية والودية (12 انتصارا، 5 تعادلات، 4 هزائم منها هزيمة فقط في مباراة رسمية، الشيء الذي أعاد الأسود إلى الواجهة القارية وبات الفريق الوطني مطلوبا أكثر من السنوات الماضية، لخوض مباريات وديةمع منتخبات عربية وإفريقية. إقالة الزاكي من المنتخب طرحت العديد من التساؤلات لدى جميع المغاربة، ووضعت رئيس الجامعة فوزي لقجع في قفص الاتهام، بسبب تناقضه في تصريحاته، إذ كان عليه منح الفرصة للزاكي حتى يجري مباراة الرأس الأخضر ثم يصدر الحكم عليه بناءا على نتيجة المباراة. لكن التعاقد مع الفرنسي هيرفي رينارد، لن يحل المشكل الذي تعاني منه الكرة المغربية بسبب التسيير الغير إحترافي لدى المسؤولين على الكرة المحلية، لكون الجامعة منذ عهد الجنرال وهي مرتبطة بعقدة المدرب الأجنبي، حيث سبق لها التعاقد مع عدة مدربين أجانب أبرزهم إيريك غيرتس الذي لم يستطع تحقيق أي شيء مع المنتخب، إلى جانب فشل آخرين مثل هنري ميشيل وروجي لومير وفليب تروسي، أوبيرطو كويلهو، وكاسبرزاك. كان من الممكن على الجامعة تعيين لجنة تقنية مكونة من ثلاثة أطر مغربية والمدير التقني السابق الفرنسي بيير مورلان، تقوم بتقييم عمل الزاكي وتساعده في عمله على رأس المنتخب، حتى يستطيع تحقيق النجاح الذي سيكون نجاحا للجامعة أولا وللزاكي ثانيا، لكن للأسف قرار الجامعة كان متسرعا، ولم يكن قرارا صائبا لأنه وضع المنتخب الوطني أمام مصير مجهول في عهد مدرب كان لاعب مغمور.