ماذا يعني الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء؟ حظيت الصحراء المغرببة بفتوى محكمة لاهاي الدولية التي أكدت على روابط البيعة بين القبائل الصحراوية وملوك المغرب. وحظيت إثر ذلك بالمسيرة الخضراء التي أعادت الصحراء إلى حضن الوطن… وحظيت هذه الصحراء بالتنمية الشاملة حتى باتت تضاهي مدن المغرب الشمالية… وحظيت بجيش قوي يحُول دون أطماع حكام الجزائر الغدّارين… وحظيت باعترافات دولية من كل القارات… واليوم تحظى باعتراف أمريكا . ماذا يعني هذا؟ هذا يعني فتح الباب مشرعاً أمام باقي الدول التي كانت مترددة ولا تنتظر سوى الضوء الأخضر من أمريكا لتعلن اعترافها الرسمي. ويعني بالواضح أن منظمة البوليساريو الإرهابية انتهت إلى الأبد. وتفكك مليشياتها بات مسألة وقت… ويعني بالواضح أن حكام الجزائر يلفظون أنفاسهم الأخيرة… ويُحتضرون سياسياً وعسكرياً… سياسياً، لأنه لا يُتصوّر لأيِّ دولة في العالم أن تعاكس أمريكا لسواد عيون شنقريحة ومن على شاكلته. عسكرياً، لأنّ الرسالة الأخيرة في عزم الولاياتالمتحدة بيع أسلحة موجهة بدقة من نوع هيل فاير، وبيف واي، وجي دي أيه إم وأربع طائرات مسيرة من طراز إم كيو-9بي سي غارديان… رسالة واضحة. لسان حالها يقول نحن مع المغرب سياسياً ومع المغرب عسكرياً وهذا هو العربون. إنّ ما راكمه المغرب من قوة عسكرية ومن دقّة وكفاءة استخباراتية ومن تجهيزات حربية والتي لا تقلّ عن نظيراتها الغربية لهي كافية في الدفاع عن حوزة الوطن وتكبيد العدوّ ما لا قِبل له به من الخسائر والهزائم… فكيف إذا كان الحليف أمريكا؟؟ أمريكا قاطرة الدنيا، أعظم اقتصاد في العالم، أقوى جيش في الأرض، وذات أضخم منابر إعلامية… دولة التكنولوجيا بامتياز… أمريكا لا يغلبها إلا الله تعالى. لهذا أقول إنّ أعظم قوة وأعظم نصر هو ما كان بعون القهّار الجبّار لجيش يقاتل من أجل قضية عادلة. وجيشنا والحمد لله هو كذلك، يقاتل من أجل قضية عادلة… عزائي حارّ لدعاة الانفصال… * محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.