يستمر النظام الجزائري في إخراج آخر براثين العسكر الحاقد على المغرب والرمي بهم الى الواجهة، من القايد الصالح الى سعيد شنقريحة، وهما من صقور المؤسسة العسكرية التي ماتزال تمتح من موروث العداء التاريخي للمغرب. شنقريحة الذي خلف قايد صالح، تخصص في المدفعية والتكتيك الحربي والاجتياح والاقتحام، وتخرج أيام الحرب الباردة من الأكاديمية العسكرية بالاتحاد السوفياتي، وتميز بقيادته للمنطقة الثالثة، التي عمد حكام الجزائر على تسليمها لمن يكره أكثر المغرب. شنقريحة اشتغل كثيرا بالمنطقة الغربية المحادية للخط القتالي المغربي وهو يعرف جيدا قوة الجيش الملكي برا وجوا وبحرا.. شنقريحة قائد الجيش الجزائري الجديد، الذي شكل المغرب عقدته التاريخية، كانت الصحافة الفرنسية قد وضعته في قفص الاتهام بسبب استغلاله لمنصبه كقائد للمنطقة الثالثة وانخراطه في انشطة محرمة دوليا بمنطقة الكركرات، إذ يعتبر الراعي الرسمي لعصابات تهريب المخدرات والاتجار بالبشر، وتحت أعينه كانت تمر الشبكات الدولية والعصابات العابرة للقارات. من الصعب أن تتعامل مع شخص تدرب على العلاقات مع العصابات الدولية، وقضى وقتا كبيرا في السيطرة على منطقة مفتوحة على أنواع الجريمة، وظلت جبهة البوليساريو الانفصالية تحت إمرته وخدمته ورهن إشارته، وظل في كل التداريب المشتركة التي تجمع المرتزقة بعناصر الجيش الجزائري يختتم كلمته بالقول "عدونا المشترك هو المغرب". وتبين اليوم أن شعار العداوة للمغرب يخفي وراءه غابة من الأفعال والسلوكات المجرمة دوليا، مثل الاتجار الدولي في المخدرات والبشر، ناهيك عن بيع الأسلحة للجماعات الإرهابية، وهذا ما يفسر البذخ الذي يعيش فيه أفراد عائلته بسويسرا. والأدهى والأمر أن الجنرال شنقريحة محاط بكوكبة من القادة العسكريين، الذين يكرهون المغرب، مثل العميد غالي بلقصير، قائد الدرك الوطني، وهذا الرجل متهم في قضية فرار الجنرال حبيب شنتوف الرئيس السابق للناحية العسكرية الأولى، وبما أنه مكلف بالتحقيق مع الجيش فقد ظل يتستر على خروقاتهم وجرائمهم. ومن الجنرالات المحسوبين عليه أيضا، العميد بوعزة واسيني، قائد المخابرات العسكرية أو ما يسمى مديرية الأمن العسكري، والجنرال شريف زراد، رئيس دائرة الاستعلام والتحضير. نحن اليوم أمام كوكبة من القادة العسكريين، الذين يكرهون المغرب، ورغم أن مواجهة المغرب هي عنوان النظام العسكري في الجزائر إلا أن شنقريحة يخشى هذه المغامرة لانه على وعي تام بقدرات الجيش المغربي وقوة عتاده العسكري، وهو على دراية بأن كل تحرش عبر واجهة البوليساريو سيقابله المغرب بالحزم اللازم. المغرب دولة لها ثقة كبيرة في النفس ولن يزعزعها مايجري في الجزائر من تقلبات العسكر على القيادة السياسة المغتصبة من طرفهم، وكل ما يجري اليوم هو تعبير على نهاية مرحلة بومدين داخل المؤسسة العسكرية الحاقدة على الجار المغربي، ونحن صامدون ننتظر نهاية آخر العنقود .