كيف تفسر انتقاد رئيس المجلس الوطني الشعبي (البرلمان) الجزائري موقف الدول العربية إزاء ما جرى في الكركرات؟ هذا يعني أن هناك عزلة سياسية ودبلوماسية، وأن الطرح المغربي يجمع عددا من الأصدقاء والأشقاء سواء في إفريقيا أو آسيا أو أمريكا أو أوروبا. في الحقيقة، أظهرت أحداث معبر الكركرات أن جل الدول العربية والإسلامية غير راضية عن إقفاله. وهذا الموقف العربي والإسلامي يؤكد دعم شرعية القضية المغربية. كيف ترى إقدام البوليساريو والجزائر على اختلاق الأكاذيب والأضاليل إلى درجة أنهما قوّلا السفير الفلسطيني في الجزائر ما لم يقله؟ هذا يدل على الاضطراب والانهزام وفقدان بوصلة التوجيه، لأنه لا يمكن أن تفسر هذه المسائل كلها إلا بهذا الاضطراب الحاصل الآن في الجبهة والجزائر. ألا ترى أن الجبهة انهارت بشكل كامل، حيث بدأت تختلق انتصارات وهمية؟ نحن أمام انهيار أطروحة البوليساريو والدولة الحاضنة (الجزائر)، وهذا ما يفسر هذه الأعمال الصبيانية، كما جرى يوم الأحد المنصرم في القنصلية العامة المغربية ببالينسيا، أو تصريح الفريق رئيس أركان الجيش، سعيد شنقريحة، عندما قال لعناصر الجيش: «استعدوا للعدو الكلاسيكي» يوم الأحد المنصرم، أو تصريح رئيس البرلمان الجزائري الذي انتقد الدول العربية والإفريقية لدعمها المغرب. ماذا يقصد سعيد شنقريحة عندما تحدث عن «العدو الكلاسيكي» يوم الأحد الماضي؟ كان يقصد المغرب، رغم أنه لم يذكره بالاسم. هذا يدل عن الإفلاس، إذ كيف يمكن أن يتحدث رئيس أركان الجيش بهذه العنجهية، وأن يصدر عنه هذا السلوك اللاسياسي واللامنطقي والمفتقر إلى العمق الأخلاقي؟ لكنه يندرج في سياق العملية التي قام بها المغرب لتحرير معبر الكركرات من الانفصاليين يوم الجمعة الماضي؟ أكيد. الدولة الوحيدة التي أدانت عملية تطهير معبر الكركرات هي الجزائر، فحتى جنوب إفريقيا (المعروفة بدعمها للجبهة) التزمت بالصمت. بل أكثر من ذلك، أعاد الاتحاد الإفريقي تأكيد أن الأممالمتحدة هي الإطار الوحيد لحل النزاع، في حين أن ما كان يراد من افتعال أزمة الكركرات هو إعادة ملف الصحراء إلى الاتحاد الإفريقي في عهد رئيسه الحالي، سيريل رامافوزا، الذي هو رئيس جنوب إفريقيا. ما قيمة استفزازات الجبهة في منطقة المحبس في الوقت الرهن، خاصة بعد طرد الانفصاليين من المعبر؟ نَقَلَ الانفصاليون استفزازاتهم إلى منطقة المحبس، لأنها أقرب نقطة إلى تندوف، أي أنهم غير قادرين على خوض معارك عسكرية، لأن سلاحهم لا يسمح لهم بذلك. إذا لم يكن لديهم سلاح لخوض الحرب التي أعلنوها، هل تعتقد أن الجيش الجزائري سيرتكب حماقة تسليحهم؟ من غير المستبعد أن يقدم على هذه الحماقة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنه سلح تدخلهم في «أمغالة 1» و«أمغالة 2». كل شيء ممكن.