كشفت هيئة البث الرسمية في إسرائيل، اليوم الثلاثاء، أن وفدا إسرائيليا- أمريكيا مشتركا سيقوم بزيارة هي الأولى من نوعها إلى المغرب، الأسبوع المقبل، في إطار تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب. وأوضح المصدر ذاته، أن الوفد المشترك سيترأسه مستشار الرئيس الأمريكي وصهره غاريد كوشنير، ومن الجانب الإسرائيلي رئيس مجلس الأمن القومي "مائير بن شبات". وأفادت هيئة البث الرسمية، أنه من المقرر أن يصل كوشنير إلى إسرائيل وينطلق من هناك رفقة الوفد الإسرائيلي إلى المغرب، فيما لم يصدر تعليق رسمي من طرف السلطات المغربية حول هذه الزيارة المرتقبة. وفي نفس السياق، أورد موقع "والا" الإسرائيلي نقلا عن قادة إسرائيليين كبار، أن اللقاء الذي سيعقده مسؤولون أميركيون وإسرائيليون رفيعو المستوى بالرباط مع نظرائهم المغاربة، سيتمحور حو بدء المحادثات لتجديد العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمغرب. وأشار ذات المصدر، إلى أن الوفد سيصل إلى الرباط يوم الثلاثاء المقبل على متن رحلة تحمل الرقم 212، وهي أول رحلة مباشرة لشركة طيران إسرائيلية إلى المغرب، حيث سيضم الوفد أيضا مبعوث البيت الأبيض "آفي بيركوفيتش" ورئيس وكالة الاستثمار الأجنبي بالبيت الأبيض "آدم باولر". وكان المغرب قد أعلن عن قراره استئناف العلاقات مع إسرائيل، تزامنا مع اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، حيث أكد الملك محمد السادس أن هذا القرار لن يكون على حساب القضية الفلسطينية. تسريع التطبيع فعليا وفي هذا الإطار، يرى عز الدين العزماني، الباحث المغربي في العلوم السياسية والأستاذ بجامعة "ترينيتي" الأمريكية، أن كوشنير لن يضيع وقتا طويلا ليستثمر في الاحتفالية الرسمية لإطلاق عملية التطبيع فعليا والإشراف المباشر عليها قبل نهاية 35 يوما المتبقية له في البيت الأبيض. وأوضح العزماني في حديث لجريدة "العمق"، أنه في الوقت الذي لا يزال فيه الرأي العام المغربي يناقش حيثيات القرار التطبيعي ومآلاته، تؤكد موازين القوى أن سيرورة التطبيع سيتم تسريعها، بينما سيرورة الاعتراف بمغربية الصحراء ستشهد بطئا، حسب قوله. واعتبر المتحدث أن الجهات الرسمية بالمغرب لا تريد سماع شيء يعاكس خياراتها إزاء التدابير التي اتخذتها تجاه إسرائيل، مضيفا: "لذلك منعت السلطات مناضلين مغاربة من التعبير عن رأي مخالف" في وقفة كانوا يعتزمون تنظيمها أمام مبنى البرلمان، أمس الإثنين. وأشار إلى أن هذا المنع "يعني أن المغرب الرسمي سيتعامل بصرامة مع الاحتجاج ضد مسار التطبيع، لأن الجهات الرسمية تتصور أن فتح هذا الباب سيحول الرباط إلى عاصمة للاحتجاج ضد التطبيع عند كل زيارة لوفد إسرائيلي". الباحث المغربي شدد على أن هذه المؤشرات تعني أن ملف التطبيع وتدبير معطياته سيتم ضمه لملفات الأمن القومي المغربي الذي لا مجال فيه لهوامش السياسة، على حد تعبيره.