أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت 24 أكتوبر 2020، أن وفداً إسرائيلياً سيتوجه إلى السودان في الأيام القادمة لاتخاذ خطوات عملية وبحث سبل التعاون بعد الإعلان عن اتفاق التطبيع الذي ما زال يلقى ردود فعل واسعة، منها رفض فصائل معارضة بارزة ودعوات إلى التظاهر والنزول إلى الشارع احتجاجاً. وفد إلى الخرطوم رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد في تصريح متلفز، السبت، أن وفداً رفيع المستوى سيغادر إلى السودان في الأيام المقبلة لاستكمال الاتفاقيات، التي قال إنها وضعت حداً للعزلة الجغرافية التي كانت تعاني منها إسرائيل، متفاخراً بقوله: "نحن نغيّر خارطة الشرق الأوسط". وأعلن ترامب الاتفاق الإسرائيلي السوداني، وذلك بعد اتصال هاتفي مع نتنياهو ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك ورئيس المجلس الانتقالي عبدالفتاح البرهان، الجمعة. انقسام واسع لكن لم يتضح كم من الوقت سيستغرق استكمال الاتفاق، والقادة العسكريون والمدنيون في الحكومة السودانية الانتقالية منقسمون بشأن وتيرة التحرك صوب إقامة علاقات مع إسرائيل ومداها. ويرغب رئيس الوزراء السوداني في موافقة برلمان لم يتشكل بعد للمضي قدماً في تطبيع رسمي أوسع نطاقاً، وهذه العملية قد لا تكون سريعة في ضوء الحساسيات والاختلافات بين المدنيين والعسكريين. ولم يتضح متى سيتشكل هذا المجلس. فيما رفضت فصائل سياسية بارزة في السودان، السبت، اتفاق التطبيع، ودعا بعضها لإسقاطه عبر النزول إلى الشارع. من بين الذين انتقدوا الاتفاق قوى الإجماع الوطني، وهو تحالف يساري وعنصر رئيسي في تحالف قوى الحرية والتغيير الذي خرج إلى أرض الواقع مع الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير. كما أكد المكتب السياسي للحزب الشيوعي موقفه الرافض للتطبيع مع إسرائيل، الذي قال إنه "جرى بطريقة مراوغة فضلاً عن الابتزاز". كذلك ندد حزب المؤتمر الشعبي السوداني، وهو فصيل إسلامي، بهذه الخطوة، وهدد زعيم المعارضة المخضرم الصادق المهدي، الخميس، بسحب دعم حزب الأمة من الحكومة إذا مضت قدماً في ذلك. ودعا حزب "المؤتمر الشعبي"، الذي أسسه الراحل حسن الترابي، إلى النزول للشارع لإسقاط قرار التطبيع مع إسرائيل، حيث قال إنه "يدعو الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية والفئوية والشعبية وسائر قطاعات المجتمع للاصطفاف ضد الموقف المتخاذل من السلطة الانتقالية في البلاد، والنزول إلى الشارع لإسقاط قرار التطبيع مع إسرائيل". وطالب الحزب في بيان "الحكومة التنفيذية ومجلس السيادة (جناحي السلطة الانتقالية في السودان) بالتراجع عن اتفاق التطبيع، وعدم المضي في إقامة أي علاقات مع دولة الكيان الصهيوني المغتصب، وأن يترك أي قرار في القضايا المصيرية للحكومة المنتخبة شرعياً مع جموع الشعب السوداني". ثالث بلدي عربي يطبّع في شهرين مباشرة بعد إعلان الحكومة الانتقالية في السودان رفع اسم البلاد من قائمة الإرهاب، أُعلن اتفاق إسرائيل والسودان، الجمعة، على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات في اتفاق توسطت فيه الولاياتالمتحدة، ليصبح السودان ثالث بلد عربي يقيم علاقات مع إسرائيل خلال شهرين. إذ قال مسؤولون أمريكيون كبار إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى للفوز بولاية ثانية في انتخابات الثالث من نوفمبر، أبرم الاتفاق في اتصال هاتفي اليوم مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ورئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان. فيما أشاد نتنياهو بالخطوة، بصفتها بداية "لعهد جديد" في المنطقة، لكن القيادات الفلسطينية التي تتابع مزيداً من الدول العربية الشقيقة تقلل من أولوية قضية الدولة الفلسطينية، وصفت الخطوة بأنها "طعنة جديدة في الظهر".