أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أن السودان سيبدأ تطبيع العلاقات مع إسرائيل، كجزء من الصفقة التي توسطت فيها إدارته قبيل الانتخابات. ويأتي ذلك في أعقاب اتفاق ترامب المشروط هذا الأسبوع لإزالة الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب إذا دفعت تعويضات لضحايا الهجمات الإرهابية الأمريكية. ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلان اتفاق التطبيع. وقال مخاطبا ترامب، هاتفيا “سنوسع دائرة السلام تحت قيادتك”. ورد ترامب قائلا “هل تظن أن جو بايدن (منافس ترامب في الانتخابات الأمريكية المقبلة) النائم، بإمكانه إبرام مثل هذه الصفقة”. وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن ترامب أبرم الاتفاق في اتصال هاتفي اليوم مع نتنياهو ورئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك ورئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان. وقال مسؤول أمريكي كبير إن ترامب وقع وثيقة على متن طائرة الرئاسة الليلة الماضية لإخطار الكونغرس بنيته رفع السودان من القائمة. وقال بيان مشترك أصدرته الدول الثلاث “اتفق الزعماء على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بين البلدين”. وتوسط في الاتفاق من الجانب الأمريكي، جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب، وآفي بيركوتس المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط وروبرت أوبراين مستشار الأمن القومي ومايك بومبيو وزير الخارجية وميغيل كوريا مسؤول الأمن الوطني. وقال كوشنر لرويترز “هذه انفراجة كبيرة بوضوح”. وأضاف “سيخلق هذا بوضوح انفراجة كبيرة في السلام بين إسرائيل والسودان. إبرام اتفاقات سلام ليس سهلا كما نصوره حاليا. إنه صعب للغاية”. وقال مسؤولون إن من المتوقع عقد مراسم توقيع للاتفاق في البيت الأبيض في الأسابيع القادمة. وقال البيان المشترك إنه تم الاتفاق على بدء علاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز في البداية على الزراعة. وذكر البيان أن وفودا من كل بلد ستجتمع في الأسابيع القادمة للتفاوض على اتفاقات للتعاون في تلك المجالات وكذلك في مجالات التكنولوجيا الزراعية والطيران والهجرة وغيرها. وأضاف البيان أن الحكومة الانتقالية “أظهرت شجاعتها والتزامها بمكافحة الإرهاب وبناء مؤسساتها الديمقراطية وتحسين علاقاتها مع جيرانها”. وقال أيضا إنه نتيجة لذلك، “وافقت الولاياتالمتحدة وإسرائيل على مشاركة السودان في بدايته الجديدة وضمان اندماجه التام مع المجتمع الدولي”. ووصف كوشنر اتفاقات التطبيع بأنها بداية “نقلة نوعية” في الشرق الأوسط. وقال إن قرار السودان يحمل أهمية رمزية لأن قرار الجامعة العربية بعدم الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود صدر في الخرطوم عام 1967. ويأتي اتفاق التطبيع هذا ليحقق إنجازا في السياسة الخارجية لترامب قبل أيام قليلة من انتخابات الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، ولتعزيز حليفه المحاصر نتنياهو. وكانت واشنطن قد توسطت مؤخرا في اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين. وأعلن البيت الأبيض، الجمعة، أنّ ترامب “أبلغ الكونغرس بنيته التراجع رسمياً عن تحديد السودان كدولة راعية للإرهاب”، واصفاً الأمر بأنه “لحظة بالغة الأهمية” للسودان وللعلاقات بين الخرطوموواشنطن. وأوضح البيت الأبيض أنّ السلطات الانتقالية في السودان سددت مبلغ 335 مليون دولار في إطار اتفاق لتعويض ضحايا اعتداءات أمريكيين. بدوره، شكر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ترامب، على توقيعه الأمر التنفيذي برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقال حمدوك، في تغريدة على تويتر “أشكر الرئيس ترامب لتوقيعه اليوم الأمر التنفيذي لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. مستمرون في التنسيق مع الإدارة الأمريكية والكونغرس لاستكمال عملية إزالة السودان من القائمة في أقرب وقت”. وتابع: “نتطلع إلى علاقات خارجية تخدم مصالح شعبنا على أفضل وجه”. ورأى مجلس السيادة، في بيان، أن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، “بمثابة فتح كبير للسودان ستنعكس آثارها على مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، فضلا عن علاقات السودان الخارجية”. وتدرج الولاياتالمتحدة، منذ عام 1993، السودان على “قائمة الدول الراعية للإرهاب”، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن.