عندما أعلنت الانحياز إلى الخطاب الذي صدر عن الأخ الأزمي ضد الشعبوية والمزايدة، واعتبرته من صميم ما عهد عن العدالة والتنمية وعن خطابها فلأنه خطاب لم يضع البوصلة أيا كانت ملاحظات بعض الإخوة أو بعض المواطنين حول الشكل أو حول بعض العبارات. على العكس من ذلك فإن ما يدعم مصداقية ونزاهة هذا الخطاب هو صدقه وعفويته التي تفاعلت مع اللحظة ومع القضايا دونما اكتراث بتنميق العبارات وتغليف الحقائق والسقوط في لغة الخشب. وهذا من علامات الصدق مع الناس والحرارة في تبني القضايا وفي الدفاع عنها وهو ما جعله يحظى بإعجاب الناس على قدر التهجمات المخدومة التي تلقفته بعض الصفحات مدفوعة الآجر. القضية الأساس التي رفعت من حرارة وتفاعل الأخ الازمي وجعلت المتضررين من هذا الخطاب يشنون عليه هجوما كاسحا دفع ببعض المناضلين والغيورين إلى الانجرار إلى شباكه رغم كونهم من النشطاء الذين يتقاسمون مع الأزمي قناعته في محاربة الريع الحقيقي وليس الموهوم ومحاربة الفساد الكبير الذي يسعى البعض لإخفائه أو تبييضه بافتعال جعجعة ضد بعض المظاهر البسيطة للفساد الذي يظل مرفوضا في كل الأحوال. لذلك حق للأزمي أن يتكلم ضد الريع في موضوع معاش البرلمانيبن لأنه هو وإخوانه من منع مواصلة تحميل المواطنين كلفة العجز أو الفساد التي عرفتها بعض الصناديق بما فيها صندوق معاشات البرلمانيبن رغم أن لي وجهة نظر بخصوص مقاربة مثل هاته المواضيع. الشعبوية المقيتة المرفوضة التي رفع الأزمي صوته بحرارة في مواجهتها هي أن يتصدر مشبوه امتطى كل الطرق الملتوية للوصول إلى الوظيفة العمومية في الإدارة أو في الجامعة ثم ينصب نفسه للتباكي ضد الريع أو أ يزعم محاربته للفساد. أن لا ينتفض البعض ضد مضاعفة الثروات في زمن الكورونا أو ضد فساد الصفقات وفساد الريع الكبير في البر والبحر وفي المخططات والمحروقات وبنفس الحدة التي يقيم بها الدنيا ولا يقعدها بخصوص تعويض او معاش يتلقاه منتخب من الشعب في اهم مؤسسة في البلاد او في مهمة جماعية تتولى تقديم خدمة الناس عن قرب ولا يعلن نفس الحرب في الفابسبوك وفي غيره ضد الاجور الضخمة في مؤسسات مفلسة او بريمات خيالية عن مهمات لا حاجة اليها، او ضد الصطو على عقارات باسم خدام الدولة او في مواجهة تفصيل الاميازات الجبائية على مقاس بعض المحظوظين، فهذه ليس شعبوية مرفوضة وحسب، ولكنها بوعي او بدونه تعد بمثابة شراكة في الفساد ومساهمة في الافساد، بل هي اخطر انواع الفساد والافساد وهو فساد الراي وفساد الاخلاق اي التضليل وتزييف وعي الجمهور.