احتل اسماعيل، سائق سيارة أجرة صغيرة، واجهة الأحداث وطنيا عموما، وبمدينته تارودانت على الخصوص، بعد أن أعاد مبلغ 17 مليون سنتيم، نسيها زبون له في سيارته. وفي تعليق على الواقعة قال اسماعيل في تصريح ل"العمق": "يوم الجمعة الماضي، ركب معي شخص، ومعه حقائب، وبعد توصيله نحو الوجهة التي يريدها، نزل وركبت امرأة مكانه، وبعد مرور بعض الوقت، قالت لي السيدة بأن حقيبة توجد في المقاعد الخلفية، حينها قمت بالاطلاع على محتوياتها، ووجدت بها رزما من الأوراق المالية، وقمت بإغلاقها". وبعد مرور بعض الوقت، عاد اسماعيل نحو ساحة الطاكسيات، ووجد صاحب الحقيبة، وهو يبحث عن ماله وهو في حالة جد حرجة، وبمجرد لمحه للسيارة، توجه نحو اسماعيل، وسأله إن كان قد نسي عنده حقيبة، وأجابه بالإيجاب، وبعد التأكد من محتواها، سلمه سائق السيارة المبلغ كاملا. اسماعيل رب أسرة، مدخوله اليومي في سيارة الأجرة بمدينة تارودانت لايتعدى 80 درهما يوميا، وهو أب لطفلين، ويقيم عند أخيه، ويعيش حسب قوله" تحت الدّْص"، ولكنه فوق كل ذلك، لديه من عزة النفس والأمانة والشرف والنزاهة مايجعله يرفض المبلغ، ويقرر إعادته لصاحبه. اسماعيل قضى في قطاع سيارات الأجرة أزيد من عقدين، وحسب قوله، لن يرد مبادرة تمكنه من ضمان مستقبل أبنائه، واشترط أن تكون "حلالا".