توفيت الفنانة رائدة الطقطوقة ومواويل "أعيوع"، شامة الحمومي المعرفة باسم "شامة الزاز"، ابنة دوار جبلي بجماعة سيدي المخفي نواحي تاونات، مساء اليوم الإثنين، عن عمر ناهز 67 سنة، تاركة وراءها إرثا فنيا حافلا بالعطاء وراسخا في ذاكرة المغاربة. الدوّار روف الذي وُلدت فيه الراحلة، سكنها وسكنته، وظلت مرتبطة به لآخر حياتها، على اعتبار أنها كانت عاشقة لتراب تاونات، على الرغم من تعب التنقل في رحلة علاج شاقة بين تاونات والعاصمة الرباط، بسبب مضاعفات مرض عضال لم تجد له علاج. أسرار كثيرة يجهلها المغاربة عن الفنانة الراحلة شامة الزاز، أولها أنها المرأة الوحيدة التي ألّفت أغنية للملك الراحل الحسن الثاني بمناسبة حدث المسيرة الخضراء، وأنها الفنانة الوحيدة التي جمعت بين الغناء في الحفلات والأعراس، داخل الإقليم وخارجه، لكنها ظلت تعمل في الحقل وتكد على عيالها، خصوصا وأن لها ابن من ذوي الاحتياجات الخاصة. تمركزها على هامش مدن الأضواء، حجب تفاصيل كثيرة عنها، خاصة وأنها عانت كثيرا من الاستغلال ومن توظيف اسمها في المهرجانات والملتقيات الفنية، بل جرى توظيفها في حرب سياسية عندما غنت سابقا بملعب الحسن الثاني بفاس. ظل لسان حالها يردد "الرجا فالله"، وخارج إهمال الجهات المسؤولة، بقيت شامة الزاز ممتنة لتدخلات عمالة تاونات ولمسؤوليها، كما أكدت ذلك في اتصال سابق لجريدة "العمق"، فضلا عن مبادرة قادها "منتدى كفاءات إقليمتاونات"، حيث فتح لها حساب بنكي، وجمعت لها مساهمات مادية فرحت بها كثيرا، خصوصا وأن المبادرة جاءت في مرحلة مرضها. ظلت مواويل شامة الزاز تدب في أرجاء منطقة جبالة، وفي كل جهات المملكة، واشتهرت بحضورها المتواصل إلى جانب الراحل محمد العروسي، لكن يد المنون امتدت إليها في سن 67 عاما، لتلتحق برفيق دربها العروسي. وكانت "أيقونة الطقطوقة الجبلية" كما يلقبها معجبوها، قد عانت خلال الأشهر الماضية من مشاكل صحية على مستوى القلب، ما جعلها ترقد لعدة أيام في المستشفى الإقليميبتاونات، قبل أن يتم نقلها إلى مصحة خاصة بفاس، ومن ثم إلى المستشفى العسكري بالرباط وظهرت الفنانة الشعبية شامة في مقطع فيديو من داخل المستشفى نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تبدو في حالة عياء شديد، قائلة، إنها تحتاج إلى العناية الطبية والأدوية، وموجهة شكرها لجميع معجبيها الذين يسألون ويتضامنون معها. شامة الحمومي ولدت عام 1953 في دوار روف التابع لجماعة سيدي المخفي بإقليمتاونات، وبدأت شامة مسيرتها الفنية بشكل متخفي بسبب وسطها المحافظ، إذ كانت تغني باستعمال أسماء مستعارة وتعرفت بعد ذلك على المطرب محمد العروسي الذي كان رفيق دربها في المجال الفني، حيث اشتهرت بفضلهما الطقطوقة الجبلية على المستوى الوطني.