قال علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، إن قيادة حزب الأصالة والمعاصرة قررت دعم هذه المركزية النقابية "على المستوى الاستراتيجي"، وذلك في الحوار الذي خص به "العمق المغربي". وأوضح لطفي، بأن هذا القرار قد سبق وأن اتخذه المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة، وهو ما علق عليه قائلا إن: "المنظمة شعرت بأن أحد الأحزاب قرر أن يدعمها، والمناضلون داخلها قرروا الالتحاق بها، فالمسألة عادية جدا". إلى ذلك، اعتبر الكاتب العام ل "Odt"، بأن قرار الالتحاق ب"البام" "خيار سياسي" له بصفته الشخصية، "وليس للمنظمة الديمقراطية للشغل، التي تعتبر منظمة مستقلة، تضم عدة حساسيات سياسية من اليسار والوسط واللامنتمون.." وعلل لطفي استقالته من الاتحاد الاشتراكي، رفقة "ما يزيد عن 100 مناضل"، بالقول: "رغم أنها ليست الأولى" كما أشار، "بل كانت استقالة فيما قبل، كانت لمجموعة من المناضلين مع رفيقي عبد المجيد بوزوبع، بعد المؤتمر الوطني السادس، وأسسوا الحزب الاشتراكي، قبل أن ينحل الحزب ويلتحق أغلبهم (مرة أخرى) بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. لكن، على الأقل، بالنسبة لي شخصيا، شعرت بأنه لا مكان لي في الاتحاد". وفيما أشار بأن ما يزيد عن 100 مناضلا استقالوا، فإنه أكد على أن قرار الاستقالة من الاتحاد الاشتراكي كان "قرارا خاصا بنا كمجموعة، وهذا لا يعني أننا ضد حزب الاتحاد الاشتراكي، الذي له تاريخه النضالي، وساهم في النضال الديمقراطي لهذا الوطن، ولكن، كل الذي يمارس العمل السياسي في المغرب، له خياراته، والدليل على هذا كله، أن الاتحاد الاشتراكي نفسه خرجت منه أحزاب، وأحزاب أخرى تفرعت عنها أحزاب..". وعن سؤال ما إن كانت الاستقالة من الاتحاد الاشتراكي نتيجة لعدم ضمان دعم سياسي للنقابة "Odt"، قال الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، إن "هذا هو صلب الموضوع الذي جعل العديد من المناضلين يغادرون الاتحاد الاشتراكي، حيث اصطدم بوجود نقابتين داخله، نقابته الفدرالية الديمقراطية للشغل من جهة، والتي نحترمها." وأوضح: "لما أتينا، وأغلبيتنا في المنظمة الديمقراطية للشغل، والتي أعتبرها نقابة منفتحة على مجموعة من الحساسيات السياسية، إلا أننا وجدنا بأن الصراع داخل الاتحاد الاشتراكي، وأن أطرافا داخل الفدرالية تواجه المنظمة الديمقراطية للشغل، سواء في العلاقة مع الأطراف المعنية، أو خلال الانتخابات المهنية، حيث حدثت اصطدامات قوية بين المنظمة والفدرالية في العديد من المناطق في المغرب، كانت فيها الفدرالية تهاجم المنظمة، وهو ما خلق جوا غير سليم بين المركزيتين النقابيتين، والذي انعكس بدوره على المستوى السياسي داخل الاتحاد، ما جعل أطرافا داخل القيادة الحزبية للاتحاد تدعم الفدرالية بقوة، وتهمش المنظمة الديمقراطية للشغل." وأضاف لطفي: "لكي لا نترك هذا الصراع يتطور إلى ما لا نهاية، في الوقت الذي كانت البعض النية في أن تحل المنظمة نفسها وتلتحق بالفدرالية الديمقراطية للشغل، وهذا ما لم يستسغه العديد من مناضليها الذين كانوا أعضاء في اللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي، اضطروا إلى أن يغادروا سفينة الاتحاد الاشتراكي، ويلتحقون، ليس جماعة، بحزب الأصالة والمعاصرة، من بينهم أنا، باعتبار أن هذا الحزب، قرر، على المستوى الاستراتيجي، يدعم المنظمة الديمقراطية للشغل."