كورونا، سواء كنت فيروسا ام غازا ام جندا من جنود الله، فقد حللت في زمن اضمرت اوجاعنا، فخلقت البوز بمقلنا، واذكت الريبة في محيطنا وذواتنا والآخر من حولنا0 حللت دون سابق انذار لتذكرنا بضعفنا وهشاشتنا وعجزنا الانساني امام قدرة القهار، فصرنا نلملم ارواحنا ونلتمس منه اللطف ونرجوه الحياة0 زلزلت العالم وجعلت اعتى الدول تقف عاجزة عن محاصرة مدك العاتي الذي هز عوشها فانتهى بها الامل على شفا جرف هار ينتظر الانهيار0 امم وحدت اجناسها واديانها وطبقاتها، فوجهت هواجسها صوب الحياة، واضحى صراعها الموت والبحث عن سبل الاستقواء من اجل البقاء0 رججت منظومة قيمها وجعلت إنسانيتها فيصل زمنك، فعدلت وماانفك عدلك يبوح بسر قوتك وهيبتك0 رفعت لواءك فوق كل المنصات، وفتحت كل الابواب لتعلن حربك الضروس على الانسان الذي اعتلى سبل التمكين في الارض دون ضخ مياه انسانيته في مجاري انهار الحياة0 في زمنك استشاط الناس من اوهام مجتمعات مهترأة انسانيتها وقيمها وأخلاقها وقوانينها وتدابيرها 00 فأضحيت وحدك الحقيقة التي حركت ضمير العالم وانتشلته من اوهام البقاء0ارجأت كل المسارات وفتحت من بؤر حجرك زوايا التأمل في هوان شأن الانسان، والتدبر في ذاته وطبيعته ووجوده وغاية خلقه0 فلا شيئ يجعل لهذه الحياة طعما والموت يتصيد العادي والبادي ويحيا في كل فضاء، ليبطل الانتشاء بغفلة البقاء ويعتلي الخجل أعينا تستجدي السماء لرفع البلاء0 في زمنك تنفست الارض الصعداء وان ضاقت بشح السماء، واتزنت الانفس وحنت الدول والحكومات، فعمت الأثرة وساد التآزر والعطاء0 في زمنك، تم تنشيط وضع إنسان فانبرت جنود الارض لحفظ الاوطان وحماية أمن وصحة وكرامة الانسان0 التف الناس حولك الناس حولك بحثا وقراءة وفهما، فكنت الجواب الشافي لسؤال التنمية وتحديث نموذج انسان يعود التيه الى معدنه الاصيل، بعد تعلم الدرس واستلهام العبر0 كورونا، أنت الآن تسود وتحكم، لكنك لاتستبد ولا تظلم00 فلا جدوى من استحضار أوجاعنا وفواجع العالم الا بدروسك واجوبتك عن اسئلة الانسان والحياة0 فقد آن الاوان لاستعادة الحياة بالنظر الى تطلعات الانسان وآماله في هذه الحياة 00 لقبر التفاهات وتحرير الطاقات وتحفيز المبادرات ونفض غبار التجاهل والاهمال واللامبالات عن سدة الاوطان وادرعه الواقية الآن وعبر الأزمان، لكبح لجام الجشع والظلم والعدوانية والفساد الذي نخر بكل تمظهراته البلاد 00 لاقبار اليأس وترسيخ جذور الامل في الافضل بهذا الوطن 00 لرفع منسوب الوعي بالتربية والعلم والقيم0 آن الأوان لتصحيح منهج ومسار الانسان في هذه الحياة0