اشتكى مغاربة عالقون في إسبانيا بسبب جائحة “كورونا”، “تخلي” السفارة والقنصليات المغربية عنهم، وإقامتهم في ظروف “غير صحية” يمكن أن تتحول إلى بؤرة جماعية للإصابة بالفيروس، على حد تعبيرهم. مواطن مغربي وجد نفسه عالقا في الديار الإسبانية رغم أنه كان في زيارة لا تتعدى مدتها ثلاثة أيام، قال في اتصال بجريدة “العمق” إنه اتصل بالسفارة المغربية بمدريد وأوصته بالتواصل مع القنصلية ببرشلونة، غير أن الأخيرة أجابته ب”أن الدولة لا توفر الإقامة للعالقين، وعلى عائلته في المغرب أن ترسل له الأموال ليستطيع تدبير معيشته اليومية في إسبانيا”. وأضاف المواطن المقيم في مدينة مراكش، مفضلا عدم ذكر اسمه وصفته، أنه كان في زيارة طارئة إلى ابنه الذي يدرس في برشلونة بين يومي 12 و15 مارس، لكن بعد مغادرته البلاد بيوم واحد صدم بقرار إغلاق الحدود، ووجد نفسه عالقا، وحاول العودة إلى المغرب من فرنسا ثم من البرتغال، لكن في كل مرة كانت الرحلة تلغى في آخر لحظة بسبب توالي القرارات التي تسببت فيها الجائحة. وقال المتحدث إنه على تواصل مع عدد من المغاربة العالقين في مدينة برشلونة والذي يقارب عددهم 300 شخص، وإن “الجميع يدرك أهمية القرارات التي اتخذها المغرب ويتفهمها، ولكن نريد العودة إلى بلادنا، ويمكن أن يتم عرضنا للفحص في المطارات، كما أننا مستعدون للبقاء في الحجر الصحي في أي ظروف كانت، فقط أن نكون داخل أرض الوطن”. وفي السياق ذاته، علمت جريدة “العمق” من مصادر بمدينة برشلونة أن عددا من المغاربة الذين كانوا يقيمون في بداية الأزمة في فنادق، تم ترحيلهم إلى شقق، غير أنه تم تخصيص كل شقة لعدد كبير من الأشخاص يجبرون على مشاركة دورات المياه والمطبخ نفسه، وهو ما لا يستجيب للتوصيات الواجب العامل بها للتصدي لانتشار الوباء. وأكدت مصادر جريدة “العمق” أن مجموعة من العالقين نفذت مدخراتهم المالية وأصبحوا مضطرين لانتظار بعض الإعانات التي يقدمها المغاربة المقيمون ببرشلونة للعالقين من أغذية ومشروبات. كما يجد العالقون صعوبات كثيرة في التأقلم مع البيئة التي فرضتها أجواء الحجر الصحي وحظر التجول الذي تطبقه إسبانيا بصرامة كبيرة، وفق تعبير المصدر المذكور.